تصريحات ماكرون تصدم رفاق “الناتو”.. وروسيا تذكره بحديثه عن نابليون
موسكو- سانا
قال رئيس مجلس الدوما الروسي فياتشيسلاف فولودين: إن تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون حول احتمال إرسال قوات من دول غربية إلى أوكرانيا تمثل سعياً إلى إشعال حرب عالمية ثالثة، من أجل الحفاظ على سلطته الشخصية.
ونقلت نوفوستي عن فولودين قوله في تصريح: “إن مبادرات ماكرون باتت تشكل خطراً على المواطنين الفرنسيين”، مضيفاً: “نسي ماكرون كيف قال قبل عدة سنوات، وهو يقارن فرنسا الحديثة بزمن نابليون، أن بونابرت لم يأخذ الخسائر بالاعتبار”.
من جهتها، أعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أن تصريحات ماكرون أحدثت صدمة بين رفاقه وشركائه في الناتو، وعلى الفور في غضون ساعتين خرجت سلسلة من التصريحات من قبل القيادة العليا لدول الناتو والقادة ووزراء الخارجية ووزراء الدفاع قالوا فيها: إنهم ينأون بأنفسهم عن تصريحات ماكرون.
إلى ذلك، أكد المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف أن روسيا لا تشكل أي تهديد للدول التي لا تشكل خطراً لها، مشيراً إلى أن مخاوف رئيس وزراء هنغاريا فيكتور أوربان بهذا الشأن لا أساس لها من الصحة.
وحول تصريحات وزير الخارجية الليتواني السابق ليناس لينكيفيسيوس بشأن كالينينغراد الروسية، قال بيسكوف: “إنه خطاب عدائي ويشكل سبباً للقلق العميق، وأساساً لاتخاذ تدابير إضافية لضمان أمننا”، مضيفاً: “إن كالينينغراد هي منطقة روسية تقع على بحر البلطيق، وستكون هكذا دائماً”.
وفي الشأن الأوكراني، اعتبر سفير الخارجية الروسية للمهام الخاصة المتعلقة بجرائم نظام كييف روديون ميروشنيك اليوم أن عدداً من المنظمات الدولية قد تعطلت، ولم تعد تؤدي وظيفتها الرئيسية المتمثلة في تسوية النزاعات عبر المفاوضات.
ونقلت وكالة نوفوستي عن ميروشنيك قوله: “هناك عدد من المنظمات التي تعرضت لعطل بكل وضوح ،لأنها لا تؤدي وظائفها الرئيسية، علماً بأنه تم إنشاؤها كمنصات لتسوية النزاعات وحل التناقضات بين اللاعبين الرئيسيين على طاولة المفاوضات”.
وأشار إلى أن منظمة الأمن والتعاون في أوروبا والتي كان يفترض أن تكون رمزاً للحياد تتبنى نهجاً مختلفاً تماماً، مضيفاً: إن “الانحياز الواضح منذ البداية إلى أحد طرفي الصراع يجعل من المستحيل المساهمة في إيجاد حل عادل له ولا يؤدي ذلك إلا إلى تعميق المشكلة وخلق جو من عدم الثقة في أروقة هذه المنظمات التي تحولت من أداة عامة للتسوية إلى أداة خاصة تستخدم لتحقيق طموحات أحادية الجانب”.
هذا وقد فتحت السلطات الروسية تحقيقاً في قضايا جنائية ضد مئات المرتزقة الأجانب من المقاتلين مع قوات كييف، منهم أمريكيون وبريطانيون و”إسرائيليون”.
ونقلت وكالة تاس عن رئيس لجنة التحقيق الروسية ألكسندر باستريكين قوله اليوم: إن الملاحقات الجنائية تنفذ ضد 593 مرتزقاً من 46 دولة، وحددنا جنسية معظم هؤلاء المشاركين في الأعمال القتالية مع الجيش الأوكراني، وهم مواطنون من الولايات المتحدة وجورجيا وبريطانيا وكندا و”إسرائيل” وألمانيا وليتوانيا ولاتفيا”.
ميدانياً، نفذ الجيش الروسي غارات جوية ضخمة على نقاط الإمداد الخلفية للقوات المسلحة الأوكرانية الواقعة في بلدة رابوتينو. وقال عضو المجلس الرئاسي لإدارة مقاطعة زابوروجيه، رئيس الحركة الشعبية (نحن مع روسيا) فلاديمير روغوف لوكالة سبوتنيك: “نفذت طائراتنا في الخطوط الأمامية ضربات جوية مكثفة على المواقع الخلفية للمسلحين الأوكرانيين المتمركزين في رابوتينو، حيث أصابت قنابل الغارات تجمعاً للمركبات المدرعة للقوات الأوكرانية والقوة البشرية في اتجاه أوريخوفسك على خط المواجهة في زابوروجيه”.