العقم الهجومي وسوء المستوى أبرز ملامح إياب الدوري الممتاز
ناصر النجار
بالمقارنة بين المراحل الثلاث الأولى من مرحلة الإياب للدوري الممتاز لكرة القدم مع نظيراتها من مرحلة الذهاب، نجد تراجعاً في الأرقام على مستوى التسجيل، وكذلك تراجعاً بالمستوى والأداء من بعض الفرق، ولعلّ الرقم الأول الذي يمكن التحدث به هو الأهداف ونسبة التسجيل، ففي مرحلة الذهاب شهدت المباريات الـ18 تسجيل ثلاثين هدفاً، بينما سجلت الفرق في المباريات نفسها في مرحلة الإياب أربعة وعشرين هدفاً.
بالمجموع، سُجّل في مباريات الدوري التي أقيمت حتى الآن 159 هدفاً في 84 مباراة بنسبة تقلّ عن هدفين في المباراة الواحدة، وهذه إحصائية تعطينا فكرة عن مستوى العقم الهجومي التي تعاني منه الأندية، وفي الأرقام الفردية نجد أن الأكثر تسجيلاً للأهداف الفتوة وحطين ولكل منهما 18 هدفاً، يليهما أهلي حلب وله 17 هدفاً، ثم كل من تشرين وجبلة والجيش ولكلّ منهم 16 هدفاً، وهؤلاء يشكلون نصف فرق الدوري وقد سجلوا في المباراة الواحدة أكثر من هدف ولم يصلوا إلى نسبة هدف ونصف، أما بقية الفرق فقد سجلت أقل من هدف في المباراة، فالطليعة أقل الفرق تسجيلاً للأهداف وله سبعة أهداف بواقع نصف هدف في المباراة الواحدة، ثم الساحل وله ثمانية أهداف والوحدة تسعة أهداف والحرية أحد عشر هدفاً ثم الوثبة والكرامة ولهما ثلاثة عشر هدفاً بنسبة تقترب من الهدف في كل مباراة.
على صعيد القوة الدفاعية كان دفاع الفتوة الأقوى فلم يدخل مرماه إلا خمسة أهداف، يليه جبلة وعليه سبعة أهداف، فرق حطين وتشرين والوثبة تلقت أحد عشر هدفاً، وفريق الجيش دخل مرماه اثني عشر هدفاً، ثم الكرامة أربعة عشر هدفاً والطليعة خمسة عشر هدفاً والوحدة سبعة عشر هدفاً والساحل تسعة عشر هدفاً والحرية خمسة وعشرين هدفاً.
قمة الهدافين لم يجر عليها أي تغيير منذ نهاية الذهاب، فالمسجلون في كل مرحلة جديدة إما لاعبون جدد أو أنهم عززوا رصيده الضعيف أصلاً في الذهاب بهدف أو هدفين، ويتربع على قمة الهدافين مهاجم أهلي حلب أحمد الأحمد وله ستة أهداف ويلاحقه مهاجم جبلة عبد الرحمن بركات ولاعب الوثبة وائل الرفاعي ومهاجم أهلي حلب عبد الله نجار ولكل منهم خمسة أهداف، يليهم مهاجم الجيش محمد الواكد بأربعة أهداف ومدافع حطين سعد أحمد بأربعة أهداف أيضاً.
العقم الهجومي له أسباب كثيرة منها ضعف الفاعلية بالفرق من خلال الأسلوب الذي يتبعه أغلب المدرّبين بالحرص على الحالة الدفاعية وعدم المغامرة كثيراً في الهجوم، ومنها سوء الملاعب التي تعيق اللاعبين وتمنعهم من التسجيل، ومنها رعونة المهاجمين وعدم توفيقهم في مواجهة المرمى.
الحلّ المفيد يكمن بالمزيد من التدريبات الهجومية لفك طلاسم الأساليب الدفاعية التي تمارسها بعض الفرق التي لا تجد أسهل منها حلاً في الدوري إلا باتباع الدفاع الصلب خشية مواجهة الفرق الأكثر جاهزية واستعداداً، وهذا نلاحظه بالمباريات التي تجمع فرق الصف الأول مع فرق الصف الثاني.