كيف تؤثّر تطبيقات الذكاء الاصطناعي سلباً وإيجاباً؟
ملده شويكاني
دخلت تطبيقات الذكاء الاصطناعي في مجالات الرسم والتصميمات بشكل خاص من خلال مواقع متعدّدة، وحققت نجاحات مذهلة في مجال التصميمات أكثر من الرسم، لأنه مهما كانت التقانات متطورة تبقى ضمن إطارها، تخلو من الروح والإحساس الذي تنقله ريشة الفنان بموسيقا الخط واللون إلى سطح اللوحة.
ومن ثم تمكنت هيئات ومواقع من توظيف قدرات الذكاء الاصطناعي في مجالات التعليم والإعلام، والملفت هو استغلال هذه التقنية المتطورة من قبل بعض المستثمرين بتوظيفها بمسار يجمع بين الإعلام والدراما والتربية عبْر تطبيقات المقاطع المصورة باللهجة المصرية ونشرها على وسائل التواصل الاجتماعي أو على تطبيقات “غوغل”، تعتمد على السرد الأشبه بالمونودراما لشخصية الأنثى بطلة الحكاية التي تبدو جميلة متجملة بألوان صارخة، ومؤثرة بتقنية تحريك العين وتغييرات نبرات الصوت، وتعمل هذه المقاطع المصورة على استقطاب المشاهدين وزيادة عدد المشاهدات بتحويل مجرى الحديث والاتجاه إلى مسارات تبدو مخيفة بالتوقفات المفاجئة والإثارة باختيار الألفاظ والتعابير والإيحاءات، بالتواصل مع عالم الجنّ والشعوذة والسحر أسوة بتيار الروايات المصرية المنتشرة حالياً، وبالمسلسلات المصرية، التي تركز على تأثيرات الصورة البصرية والتكوينات التي تشغل المكان لشدّ انتباه المشاهدين، وفي هذه الفيديوهات الموظّفة يكتشف المتابع بعد قرابة عشر دقائق بأنه وصل إلى مكان مختلف عن بداية الفيديو، وبأنه يصغي لمسألة اجتماعية متناولة بالدراما والحياة تتعلق بالخيانات أو سيطرة عائلة الزوج، أو الانحلال الأخلاقي للزوج أو استغلال الزوجة بأمور غير أخلاقية، أو البخل والفقر والمرض وغيرها.
ومن زاوية أخرى من الممكن أن تتطرق هذه المقاطع المصورة إلى العنف الأسري وتعنيف المرأة من قبل الرجل، وفي النهاية تُترك من دون حلول، وتهدف فقط إلى تسليط الضوء على هذه المسائل الاجتماعية، بتأثيرها الإيجابي إلى حدّ ما بالتنبيه والتحذير من مخاطر ارتكاب الأخطاء الاجتماعية، وفي الوقت ذاته بتأثيرها السلبي وانعكاسها على الحالة النفسية للإنسان.
وكما يتضح وتشير إليه المصادر فإنه سيكون للذكاء الاجتماعي تأثير مزدوج إيجابي بتطوير مهارات العمل، وسلبي بزيادة عدد العاطلين عن العمل أو بتقليص نسبة العاملين لإحلال الإنسان الآلي الربورت مكان الإنسان، ما يترك تأثيراً سيئاً على الإنسان ككائن فاعل في المجتمع.
وتشير التقديرات الأولية إلى أنه سيتمّ الاستغناء عن نسبة كبيرة تتراوح من ستين إلى ثمانين بالمئة من نسبة العاملين نتيجة دخول الربورت مواقع العمل والإنتاج.
الجانب الخطر بتمكن بعض مستثمري الذكاء الاصطناعي بتركيب الصور والرسائل الصوتية للأفراد بما يخدم غاياتهم سلباً أو إيجاباً، إضافة إلى إمكانية التزوير بالصور والرسائل ذات الصلة بالمرسل، وقد تتصل بقضايا مشينة تتصل بالفساد أو الرشوة أو مساوئ أخلاقية، وغيرها، وهذه مشكلة تتعلق بدخول التكنولوجيا الحياة العملية والاجتماعية بتأثيرها المزدوج، فكما تساعد في حلّ الكثير من المشكلات تخلق في الوقت ذاته مشكلات خطرة، ولا يمكن التحكم بها إلا باستخدام التكنولوجيا بدقة وحذر وانتباه لكل التفاصيل.
والسؤال المطروح هنا: كيف يمكن الحدّ من انتشار وتوظيف قدرات وتطبيقات الذكاء الاصطناعي التي تنافس أو تحارب مواقع الإنسان بكل المجالات، وتوظيفها فقط بما يخدم نجاح الإنسان وزيادة مهاراته لا أن تكون بديلاً عنه؟.