تكريم البطل أسعد.. خطوة متأخرة على طريق إنصاف الألعاب الفردية
المحرر الرياضي
قرّر المكتب التنفيذي للاتحاد الرياضي العام تكريم البطل الأولمبي معن أسعد رفقة مدرّبه قيس أسعد بعد النتائج المميزة التي حققها في بطولة آسيا التي أقيمت الشهر الماضي في أوزبكستان وتتويجه بميداليتين ذهبيتين وفضية مع تسجيل رقم قياسي قاري برفعة النتر مقداره 252 كغ، ولم يقتصر قرار المكتب التنفيذي على تكريم أسعد بمبلغ مالي بل تمّت الموافقة على إبرام عقدين احترافيين له ولمدربه تشجيعاً لهما.
مبادرة الاتحاد الرياضي لجهة التكريم المالي الذي بلغ خمسة آلاف دولار لكل من معن ومدرّبه والراتب الشهري الذي سيبلغ ثلاثة آلاف دولار تعتبر خطوة جيدة ليس إلا في دعم مسيرة البطل الاستثنائي قبل خوضه لمنافسات الأولمبياد في الصيف المقبل، خاصة وأنه ضمن المعطيات الحالية يمتلك إمكانية حقيقية لتحقيق ميدالية فيها.
طبعاً الخطوة وكي نكون منصفين متأخرة تماماً لأسباب غير مفهومة، فمن المنطقي أن يتمّ تكريم أسعد على تحقيق ميدالية قارية ورقم قياسي بمبلغ مالي كبير، لكن العصي عن الفهم لماذا لم يتمّ إبرام عقد احتراف له بعد عودته ببرونزية أولمبياد طوكيو قبل حوالي ثلاثة أعوام؟.
وإذا أردنا أن نكون صريحين أكثر فإن الرقم المالي الذي خُصّص للتكريم أو الراتب زهيد جداً بالقياس والمقارنة مع ما يقدّم للاعبي منتخبي كرة القدم وكرة السلة، فعلى سبيل المثال وحسب بعض المعلومات نال كل لاعب في منتخب الكرة مبلغاً يقارب العشرة آلاف دولار كمكافأة على تأهلهم للدور الثاني في كأس آسيا، فيما كادر المنتخب ذاته من مدرّبين تقارب مستحقاتهم الشهرية الخمسين ألف دولار!.
الأكيد أن كرتي القدم والسلة هما الأكثر متابعة وجماهيرية ولهما الحظوة عند الداعمين وشركات الرعاية، لكن الطبيعي أيضاً أن تمتلك القيادة الرياضية نظرة واسعة للتعامل مع الأبطال المميزين في الألعاب الفردية التي تفتقد للاحتراف المالي والفني وتبحث عما يبقيها على قيد الحياة وينقذها من الاندثار، فما حصدته رياضتنا خلال سنوات الدورة الحالية من نجاحات كان بفضل الرياضات الفردية، لكن ما نشاهده أن الألعاب المحترفة تزداد دعماً منشآتياً ومالياً ولوجستياً مقابل ومضات اهتمام ببقية الألعاب في سياسة عمل عصيّة على الفهم أو التفسير.