صحيفة البعثمحليات

مع نقص “الكيميائية” وارتفاع أسعارها وصعوبة استيرادها.. التوجه للأسمدة “العضوية” ضرورة ملحة

دمشق- ميس خليل

في ظلّ ارتفاع أسعار الأسمدة الكيميائية وتزايد احتياجات القطاع الزراعي لها والمتزامن مع عدم توفيرها للمزارعين بالشكل الكافي وصعوبة استيرادها نتيجة الحصار والعقوبات، لم يبق أمام المزارعين سوى التوجّه نحو السماد العضوي لتسميد أراضيهم، ما يكفل لهم تأمين منتجات زراعية نظيفة وآمنة.

الدكتور منهل الزعبي مدير إدارة الموارد الطبيعية في الهيئة العامة للبحوث العلمية الزراعية أوضح لـ”البعث” أنه لوحظ في الآونة الأخيرة تدهور في خصوبة الترب السورية، الأمر الذي أدى لظهور أعراض نقص العناصر على المحاصيل المختلفة والأشجار المثمرة، وقد ساهمت العديد من العوامل في هذا التدهور وزيادة نسبته في الأراضي السورية، ومن هذه العوامل عدم تعويض المستنزف من العناصر الكبرى والصغرى وبشكل خاص في ظروف التكثيف الزراعي بسبب عدم توفير الأسمدة أو غلاء ثمنها، والتسميد غير المتوازن، حيث تؤدي زيادة أو نقص عنصر لإعاقة امتصاص عنصر آخر أو خلل فيزيولوجي بالنبات وانخفاض إنتاجيته، وعدم إتباع الدورة الزراعية المناسبة، بالإضافة إلى عدم التسميد العضوي أو ترك جزء من بقايا المحاصيل على سطح التربة لزيادة المادة العضوية بالتربة، وأيضاً من بين العوامل عدم تحليل التربة لتحديد احتياجاتها من الأسمدة حسب المحصول ومحتوى التربة من العناصر المتاحة للامتصاص من قبل النبات (التوصية السمادية)، علماً أن وزارة الزراعة تقدّم تحليل التربة للفلاح بأجور رمزية جداً، إضافة لإهمال التوازن الحيوي بالتربة وعدم تشجيعه بالتسميد الحيوي.

ويشير الزعبي إلى أن أهم ما يميّز الأسمدة العضوية هو تحولها في التربة بفعل الأحياء الدقيقة إلى دبال يعمل بما يتخلف عن تشكله ومن ثم تمعدنه السريع والبطيء كصمام أمان يحدّ من دور الطور المعدني للتربة في تثبيت العديد من العناصر الخصوبية المهمّة كالآزوت والفوسفور والبوتاسيوم والحديد وغيرها من العناصر، ومن الضروري التوجّه لاستخدام هذه الأسمدة كونها تساهم في زيادة الإنتاج وتقلل من استخدام الأسمدة الكيماوية، وفي حال تمّ توزيعها على الفلاحين يمكن الاستفادة من كميات الأسمدة التقليدية بتوزيعها على عدد إضافي من الفلاحين، مؤكداً أنها أسمدة صديقة للبيئة.

وذكر الزعبي أنه يمكن استخدام الأسمدة العضوية في جميع أنواع الترب وجميع المحاصيل تقريباً، بحيث تستخدم الأسمدة العضوية بشكل عام بمعدل 20 طناً/هكتار وهو ما يعادل تقريباً 100 كغ N/هـ، ففي السنة الأولى يستفيد النبات من نحو 20-30% من هذا النيتروجين وفي السنة الثانية يستفيد من40-50%، ويمكن استخدامها ضمن المعدلات من 10 إلى 40 طناً/هكتار، ويستخدم سماد الفيرمي كمبوست بمعدل 5 أطنان/هكتار، مشيراً إلى أنه من أهم أنواع الأسمدة العضوية المستعملة في تحسين خصائص الترب السماد البلدي، سماد البيوغاز، سماد الدواجن، سماد مخلفات القمامة (كمبوست مخلفات القمامة)، كمبوست المخلفات البيئية.
وشدّد الزعبي على أهمية وضرورة التوجّه للمادة العضوية من قبل جميع المزارعين، التي تشكل رديفاً للسماد المعدني، بغية الحدّ من فاتورة الاستيراد العالية جداً، والتأثيرات السلبية للأسمدة الكيميائية على التربة، وتخفيف التكلفة على المزارع، ولمساعدة المربين وتشجيعهم لإنتاج هذا النوع من الأسمدة، مؤكداً أن التلوث البيئي الذي تعاني منه دول العالم يأتي نتيجة الاستهلاك والاستخدام غير المسؤول للموارد الطبيعية.