المرأة السورية.. شراكة في بناء المجتمع وكفاح لصناعة المستقبل
دمشق- بشير فرزان
في كلّ يوم تؤكد المرأة حضورها القويّ ودورها الفعّال في المجتمع، بصحة أفكارها وإيمانها بالدور الذي يجب أن تقوم به، فإصرارها على بناء اسمها وشخصيتها حثّها على ترجمته في عملها المتنوع في المعامل والمؤسسات وفي التدريب والتعليم والصناعة والأزياء والتصميم الداخلي، والعلاقات العامة، والطب والهندسة، والبيئة وفي البنوك والمصارف، فهي تكافح وتعمل بجدٍ واجتهاد وتنظر للحياة بتفاؤل، وتعشق التحدي، وتحاول جاهدة أن تصل إلى هدفها، فقد أكدت قدرتها على خوض غمار الحياة بكافة مجالاتها.
مارييت خوري أمينة الثقافة والإعلام في الاتحاد العام لنقابات العمال، رئيسة لجنة المرأة العاملة والطفل المركزية، وبمناسبة اليوم المرأة العالمي، أكدت أن الظروف الصعبة من كافة النواحي كانت بمثابة امتحان حقيقي لإمكانيات المرأة التي صنعت الأمل واقتحمت ميادين العمل، وأثبتت وبشهادة المجتمع أنها أكثر كفاءة وديناميكية في العمل فلم يعد دورها مقتصراً على الوظائف المكتبية والإدارية، بل تخطّته ليكون لها حضور حقيقي في ساحة العمل المهني، وأصبحت مفصلاً مهماً من مفاصل الحياة، كما كانت الشريكة الحقيقية الموجودة جنباً إلى جنب مع الرجل في المعامل والمؤسسات غير آبهة بصعوبات العمل. وأضافت: هذا الاعتراف ليس من قبيل المجاملة بل توثقه مواقع العمل المختلفة، بما فيها الأعمال الميدانية أو المجهدة، فكانت المهندسة العاملة في مراكز التحويل وفنية الكشف والتأشير وعنصر الضابطة العدلية وعاملة الإنتاج والمديرة، وقبل ذلك كله الأم والمربية الفاضلة، وعلى الرغم من الأحداث المؤلمة والظروف الصعبة التي تعيشها المرأة السورية والتحديات الكبيرة التي عانت وتعاني منها، إلا أنها بقيت صامدة وتقاوم وتعمل بكامل طاقاتها، ولعلّ واقع المرأة السورية والمكانة المجتمعية التي حظيت بها طيلة العقود الماضية خير شاهد على ما حققته سورية من تقدم في مجال تمكين المرأة السورية التي قادت ومازالت تقود طلائع النصر والتنمية والعلم والبناء في هذا البلد الصامد المقاوم، واستطاعت بإصرارها وإرادتها أن تحقق الكثير وأن تنجز الكثير في خدمة مجتمعها.
الخوري بيّنت أن الاتحاد العام لنقابات العمال عمل على تفعيل دور المرأة العاملة في جميع مواقع العمل، وتنظيم نشاطاتها من خلال إحداث لجان للمرأة العاملة لتتابع وبشكل يومي كل القضايا المتعلقة بعمل المرأة وتفعّل حضورها بما يواكب المتغيّرات ويحقق الأهداف، وتنظيم برنامج الرعاية للنساء العاملات وفق خطة عمل مدروسة تكفل إيصال كافة المساعدات والخدمات لجميع العاملات دون استثناء، ووضع برامج للأنشطة التي تحقق هذا الهدف بحيث تشمل رعاية أسر الشهداء “النساء والأطفال”، وبهدف دعم دخل الأسرة العاملة تمّ إطلاق مشروع دعم اقتصاديات الأسرة العاملة بالتعاون مع هيئة تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة وبات هناك الكثير من المستفيدين من هذا المشروع.
وضمن الأعمال والخطوات التي عملت عليها لجنة المرأة العاملة والطفل، أشارت خوري إلى الجهود التي تبذل من أجل تشميل جميع النساء العاملات في القطاع الخاص بالمظلة النقابية، وتحسين واقع عملهن بالتعاون والحوار مع أصحاب العمل لضمان بيئة عمل مناسبة وضامنة لحقوقها في مختلف المجالات، ولفتت إلى تكثيف الجهود الساعية لتنظيم عمل المرأة والأطفال في القطاع غير المنظم وحمايتهم وحفظ حقوقهم والدفاع عنهم، والعمل على استقطابها للمنظمة النقابية، وفي الوقت ذاته التعاون مع المرصد العمالي لإجراء الدراسات والأبحاث المتعلقة بهذا القطاع وطرح الحلول المناسبة.
وأضافت: تتمّ دراسة واقع عمل دور الحضانة الموجودة من قبل فريق عمل مختص من جهات مختلفة لتحسين واقعها، وتذليل كافة التحديات التي تواجهها، والتوسّع بإحداث دور جديدة في مختلف المؤسسات، مع التأكيد على ضرورة زيادة الاعتمادات المالية لهذه الدور بما يساعدها على أداء مهامها في رعاية أطفال العاملات بشكل أفضل، كما يتمّ إصدار المنشورات والملصقات التوعوية وإقامة الندوات بالتعاون مع المؤسسات الإعلامية وغيرها من منظمات المجتمع المحلي أو الوزارات ذات العلاقة، وذلك لتنوير المجتمع وتوضيح المسيرة المشرّفة للمرأة السورية، وإسقاط تلك الأفكار والمفاهيم التي تنال من حقيقة دور المرأة وتميّز بينها وبين الرجل بطريقة متخلفة تحرمها من حقوقها وتسجن طاقاتها وراء فكر ظلامي قائم على نظرة دونية للمرأة والمجتمع الأنثوي.
ومن أجل توفير ظروف عمل أفضل للمرأة العاملة، بيّنت خوري أن لجنة المرأة العاملة تحرص على خلق بيئة عمل مناسبة للمرأة العاملة، وتنظيم شروط العمل والتخفيف من حالات الإجهاد والأخطار المهنية والأعمال الصعبة، ومتابعة تأمين الفحوص الطبية الدورية الضرورية لها ومتابعة التأمين عليها، كما يتمّ التركيز على كل ما من شأنه تشجيع المرأة العاملة، بحيث يتمّ تكثيف البرامج والأنشطة ضمن برامج عمل لجنة المرأة العاملة والبناء على التجارب الناجحة التي تمّت، إلى جانب زيادة الدعم في مجال المعارض الخاصة بأعمال العاملات، وتوسيع دائرة الاهتمام بالأعمال الإبداعية من خلال إجراء دورات تدريبية لصقل المهارات وتطويرها، ومتابعة الحالات والتجارب المتفوقة ورعايتها بشكل كامل كما هو مطبق في مشروع دعم اقتصاديات الأسرة العاملة، هذا إضافة إلى توسيع دائرة النشاطات في الأندية الصيفية لأبناء العمال وتوطين الحالة الإبداعية ضمن أجواء النادي، والتركيز على جذب واستقطاب الطفولة المتفوقة والقادرة على تقديم حالة حضارية تنافسية للطفل السوري في مختلف المجالات، وذلك بالتعاون مع منظمة طلائع البعث وإدارة الأولمبياد العلمي.
ضمن مفاصل العمل
وعن خطة لجنة المرأة العاملة أوضحت خوري مدى الحرص على إقامة علاقات أكثر انفتاحاً وتعاوناً مع المنظمات الوطنية والإقليمية والعربية الشقيقة والصديقة والدولية، والتعاون مع المنظمات الشعبية الأخرى والهيئة السورية لشؤون الأسرة والسكان، إلى جانب العمل على إشراك لجان المرأة العاملة في كلّ اللجان المختصة بأنظمة وقوانين العمل لجهة التعديل أو التنفيذ والمتعلقة بعمل النساء والأطفال، وذلك بالتنسيق والتشاور مع وزارتي العدل والشؤون الاجتماعية والعمل إضافة إلى مؤسسة التأمينات الاجتماعية.
مواقع قيادية
رئيسةُ لجنة المرأة العاملة والطفل المركزية شدّدت على أن الاتحاد العام لنقابات العمال عزّز من وجود المرأة ضمن مفاصل العمل النقابي، والدفع بها لتكون في مواقع قيادية داخل المنظمة النقابية، وتشجيعها على المبادرة وممارسة دورها النضالي النقابي على أكمل وجه، وركز على إيلاء مسألة التثقيف والتأهيل والتدريب كلّ الاهتمام والرعاية من خلال إقامة الدورات والندوات الثقافية المتنوعة، لتكون أكثر ثقافة واطلاعاً على قوانين العمل وعلى الحقوق والواجبات عامة وما يتعلق بها خاصة.