في يوم المرأة العالمي..قصص نجاح أنجزت بالصبر والإرادة والتصميم
طرطوس – دارين حسن
لم يقتصر دور المرأة على تربية الأبناء” رغم صعوبة المهمة بل دخلت كافة ميادين العمل السياسية والعسكرية والمدنية، وحتى داخل المنزل أبدعت إن كان بمتابعة التحصيل العلمي أو بتعلم مهنة تكون رديفا ماديا لأيامها القاسية في ظل تراجع الدخل وتردي المقدرة الشرائية وتكلفة المعيشة القاسية.
” البعث” حاورت بعض النساء اللواتي لديهن إصرار على الحياة بحب وعزيمة لم تلين.
السيدة جانيت حمود” التي عادت للدراسة بعد سبعة عشر عاما من الانقطاع لنيل شهادة البكالوريا، ومن مصروفها الشخصي اشترت الكتب، وبعد ثلاث سنوات من المحاولة نجحت في الثانوية العامة، وكان لديها إصراراً كبيراً على متابعة التحصيل الجامعي مع أبنائها، فدخلت كلية الحقوق، تعليم مفتوح، وتخرجت مع أبنائها الثلاثة، وبعد حصولها على الإجازة الجامعية خضعت لدورتي تحكيم تجاري، وأصبحت عضو مكتب تنفيذي في مجلس بلديتها، مؤكدة أن إصرارها على النجاح والتفوق رغم الأعباء الملقاة على عاتقها كان دافعاً وحافزاً كبيراً لأبنائها ليتميزوا في مسيرة العلم والبناء.
والسيدة “ثناء سلمان” حاصلة على شهادة ثانوية في التعليم المهني ” فنون نسوية” ، وتعمل حاليا مدربة مهن، بدأت العمل التطوعي ببعض الجمعيات الخيرية لذوي الاحتياجات الخاصة وبقيت أربع سنوات، ثم تطوعت للعمل في الهلال الأحمر لمدة اثنا عشر عاما، وفي عام ٢٠١٦ أتت فكرة تأسيس جمعية تعنى بالمهن والحرف التراثية في محافظة طرطوس تتبع لمديرية الشؤون وتسلمت سلمان رئيسة مجلس الإدارة وما زالت جمعية ” إحياء التراث” مستمرة بتعليم الأطفال واليافعين وذوي الاحتياجات الخاصة، كما قامت بتدريب مهن يدوية في بطركية الروم لست سنوات، وكان حبها لمتابعة التحصيل العلمي كبير، فدرست سلمان في كلية الاقتصاد وحاليا تدرس معهد إدارة مكاتب سياحية وطيران بمركز الإلياذة، كل ذلك إلى جانب اهتمامها بولدها وابنتها وتربيتهما.
والسيدة “عواطف حسن” زوجة شهيد لديها خمس بنات، لم تستسلم لصعوبات الحياة ودخلت في ميادين العمل الخاص، علما أنها حاصلة على إجازة في الحقوق، قدمت على مسابقات عدة وكانت من الناجحين لكنها لم تعين، وبعد أن تم تحديد عمر المتقدم للمسابقات وتجاوزت السن المطلوب بات جل طموحها رعاية بناتها وتعليمهن.
كاملة سليمان ” ضريرة” من الصف السابع، غير متزوجة لكنها تعمل لتعيل نفسها ووالدتها، حيث تقوم بأعمال الكروشيه، وتحيك ألبسة من الصوف في منزلها وتبيع منتجاتها.
وفي السياق أكدت بانة إبراهيم ، دكتورة علم الاجتماع ، أن المرأة في الحرب يتعاظم دورها سلباً وإيجاباً ولكن كان الدور الإيجابي يطغى دائما، ومع ذلك فمازالت لديها حقوق ناقصة في الدساتير والقوانين وفي العرف الاجتماعي علماً أنها جزء كبير من الجانب التنموي واستثمار كبير في العنصر البشري طاقة وعقلا وفعلا،داعيا إلى فتح أبواب الإمكانيات أمامها لتبدع لأنها ولادة تاريخياً “فكرا وعملا”.