ما الهدف من ميناء مؤقت في غزّة؟
تقرير إخباري
أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن عن نيّة بلاده إقامة ميناء بحري مؤقّت على ساحل غزّة لاستقبال مساعدات مزعومة لإغاثة الفلسطينيين في قطاع غزّة، ولكن مراقبين رأوا أن جانباً آخر للميناء يرتبط بأهداف أخرى احتلالية أو لوجستية لدعم الكيان. ذلك أنّ أمريكا التي تمعن في قتل الفلسطينيين عبر الدعم اللا محدود لجيش الاحتلال كيف لضميرها أن يصحو فجأة لتقرّر مساعدتهم وإغاثتهم؟.
بايدن أطلق المشروع خلال خطاب حالة الاتحاد السنوي أمام الكونغرس بالقول: “سأوجه الجيش الأمريكي لقيادة مهمّة طارئة لإنشاء ميناء مؤقت في البحر الأبيض المتوسط على ساحل غزّة يمكنه استقبال السفن الكبيرة التي تحمل الغذاء والملاجئ المؤقتة”. هذا المقترح دفع بالمقرّر الأممي الخاص المعني بالحق في الغذاء “مايكل فخري” للتنديد باقتراح الولايات المتحدة، وقال :” للمرّة الأولى أسمع أحداً يقول إننا بحاجة إلى استخدام رصيف بحري ولم يطلب أحد رصيفاً بحرياً، لا الشعب الفلسطيني ولا المجتمع الإنساني”.
ووصف فخري الذي تحدّث باسمه، الاقتراح الأمريكي بأنّه “خبيث”، لافتاً إلى أنّ الولايات المتحدة تقدّم في الوقت نفسه قنابل ودعماً مالياً لـ “إسرائيل”. ورأى أنّ الرّغبة الأمريكية في إنشاء ميناء تهدف قبل كل شيء إلى الاستجابة للضغوط الداخلية التي يمارسها جزء من الأمريكيين مع اقتراب الانتخابات.
وقد ذهب عدد من المحلّلين في هذا الاتجاه مؤكّدين أن يكون الأمر مجرّد حملة دعائيّة لغسل يد بايدن من دماء الأطفال والنساء في قطاع غزّة الذي بات حاضراً ومؤثّراً في الانتخابات الأمريكيّة المقبلة.
ويرى آخرون أنّ وراء هذا الإجراء أهداف أخرى “خبيثة”، إذ كيف لإدارة تمعن في قتل الفلسطينيين في غزّة عبر إمدادات السلاح اللا محدود، أن يصحو ضميرها فجأة لتقرّر بناء ميناء بحري مع وجود معابر بريّة مثل معبر كرم أبو سالم ومعبر رفح يغنيان عن إنشاء ميناء بحري سوف يستغرق وقتاً طويلاً!. ومن هنا يشكك هؤلاء المحلّلون بأن هناك أهدافاً أخرى يرتبط أهمها بتشجيع هجرة الفلسطينيين طوعاً إلى أوروبا وإفراغ القطاع من سكانه، خاصّة أنّ هذا الميناء يلقى مباركة إسرائيليّة، لأنّ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يتطلّع إلى فكرة التهجير الطوعي للغزيين والهروب إلى أوروبا.
كما أنّ إقامة ميناء بحري في نظر “إسرائيل” سوف يخرج معبر رفح عن الخدمة لأن “إسرائيل” لا تثق به وتعدّه المدخل الرئيس لأسلحة فصائل المقاومة. وقد سلف أن صرّح نتنياهو خلال الأشهر الماضية بأنّ الهجوم على رفح والسيطرة على محور فيلادلفيا هي “مفتاح النصر”.
وكانت “إسرائيل” رحّبت بفتح الممر البحري، مع الإشارة إلى إجراء عمليات تفتيش أمنيّة وفقاً للمعايير الإسرائيليّة، ذلك أنّ جميع السفن التي ترسل المساعدات الإنسانية لا تذهب إلى ميناء غزّة مباشرة، بل ستذهب إلى ميناء أسدود ليتم تدقيقها وفحصها ثم ترسل تحت سيطرة البحريّة الإسرائيليّة والمسيّرات إلى قطاع غزّة.
د.معن منيف سليمان