الاحتلال يستخدم اليورانيوم المنضّب في غزّة
تقرير إخباري
زوّد جيش الاحتلال الإسرائيلي قذائف المدفعيّة والصواريخ والدبابات باليورانيوم المنضّب، ما تسبّب في جرائم وتشوّهات غير مسبوقة بحق المدنيين في قطاع غزّة، وأدّى إلى تلوّث الهواء والماء والبيئة على مدار سنوات وأجيال قادمة، ما يبرز بشاعة جرائم المحتل الإسرائيلي ضدّ المدنيين التي تتمّ بغطاء أمريكي وتواطؤ دولي وأممي.
وأكّد تقرير أممي أنّ٧٠ بالمئة من القنابل التي ألقيت على قطاع غزّة معالجة باليورانيوم المنضّب، وأنّ التربة في القطاع ملوّثة بشكل عالٍ من عناصر اليورانيوم التي تحتوي على ٦٠ بالمئة من إشعاع اليورانيوم الطبيعي، ويتكوّن من ثلاثة نظائر من اليورانيوم هي يورانيوم ٢٣٤، ويورانيوم ٢٣٥، ويورانيوم ٢٣٨، وأنّ اليورانيوم المنضّب الذي ألقي على غزّة يحتوي على أنواع الإشعاعات نفسها الصادرة من اليورانيوم المنضّب وتمثّل ٤٠ بالمئة من الإشعاعات الصادرة من اليورانيوم الطبيعي.
وأكّد مصدر عسكري في فصائل المقاومة أنّ جيش الاحتلال استخدم اليورانيوم المنضّب الذي زوّدت “إسرائيل” به أسلحتها الفتّاكة سواء الصواريخ التي تطلق من الطائرات أم قذائف المدفعية أم حتى الرصاص الذي يستهدف المدنيين.
وفي هذا السياق، أكّد خبراء عسكريون أنّ جيش الاحتلال استخدم أسلحة محرّمة دوليّاً ضدّ المدنيين في قطاع غزّة، بالإضافة إلى اليورانيوم المنضّب في رؤوس الصواريخ والقذائف، ما يؤدّي إلى خرق وتدمير أكبر لمنازل المدنيين والمباني التي يتمّ استهدافها.
وأوضح خبراء عسكريون أنّ جيش الاحتلال يزوّد قذائف المدفعيّة والدبابات بيورانيوم منضّب، ذلك أنّ الولايات المتحدة الأمريكيّة زوّدت الكيان باليورانيوم المنضّب مثلما زوّدت أوكرانيا، ما يهدّد حياة المدنيين ويسبّب تشوّهات خلقيّة.
وأوضح خبير عسكري أيضاً أنّ “إسرائيل” تستخدم اليورانيوم المنضّب لصنع مقذوفات ذات قدرة كبيرة على اختراق الدبابات والمدرّعات الثقيلة، حيث يحتوي على تركيز أعلى من يورانيوم ٢٣٨ وأقلّ نشاطاً إشعاعيّاً من اليورانيوم الطبيعي بنسبة ٦٠ بالمئة، بما يسمح بإمكانية استخدامه في صنع ذخائر خاصّة لاختراق الدروع.
وأوضح الخبير أنّ “إسرائيل” تزوّد دبابة الميركافا التي تعدّ أحد الأسلحة الرئيسة في القتال باليورانيوم المنضّب لاختراق التحصينات القويّة.
ودعا خبير في صحة البيئة الجهات الرسميّة وغير الرسميّة، وكذلك المنظّمات الدوليّة العاملة في مجال صحة البيئة، إلى سحب عيّنات من التربة وإجراء الفحوصات المخبريّة، للتأكّد من استخدام قوّات الكيان مادة اليورانيوم المنضّب لأنّ استخدامها أمر مثير للقلق والخوف، وذلك بسبب الآثار الصحيّة والبيئيّة، وخاصّة الآثار البعيدة المدى، حيث إنّ هذه المادّة قد تبقى موجودة في البيئة سنوات طويلة.
وبيّن خبراء بالصحة البيئية أنّ آثار اليورانيوم المنضّب قد تكون كارثيّة، حيث يتراكم في التربة وينتقل في النظام البيئي من مياه وتربة زراعية ثم إلى السلسلة الغذائية، وقد يترسّب في أنسجة الثروة الحيوانية، وإذا وصل إلى مياه البحر، فقد يترسّب ويتراكم في الأسماك. واليورانيوم المنضّب يتحلّل ببطء شديد، ما يجعل عمليّة التخلّص منه عملية صعبة للغاية، وتتطلّب خبراتٍ وتكنولوجيا وجهوداً وتكاليف باهظة.
وفي هذا السياق يبيّن الخبراء أنّ اليورانيوم ٢٣٨ يبعث أشعة ألفا، وعمره النصفي للزوال من غزّة تقريباً ٤٥٠ سنة، وأنّ دخان اليورانيوم المنضّب في أثناء الانفجار يزرع السرطان في صدر كل من استنشقه.
وبناءً على ذلك، طالب تقرير فلسطيني بضرورة العمل على إخضاع مصانع السلاح الإسرائيليّة لرقابة وتفتيش الجهات الدوليّة المعنيّة بذلك، وذلك أنّ الاحتلال يقوم باستخدام أسلحة محرّمة دوليّاً على الفلسطينيين وخاصّة في قطاع غزّة خلافاً لما نصّت عليه المعاهدات والاتفاقيّات والقوانين الدوليّة.
ما يحدث في قطاع غزّة يعدّ النسخة الحديثة لعمليات القتل والإبادة الجماعية في العصر الحديث، ما يكشف السلوك الإسرائيلي الإجرامي المستمرّ عبر الأجيال وتصاعد وحشيته من خلال استخدام الأسلحة الحديثة الفتّاكة.
د.معن منيف سليمان