قصائد وطنية ووجدانية في أصبوحة الصفصافة
طرطوس ـ هويدا محمد مصطفى
حين يزهر آذار قصائد تتراقص حروفها بحناجر شعراء جاؤوا من كل مكان لتمتزج الكلمات مع الحضور، وتتنوع القصائد ما بين الوطنية والوجدانية والغزلية وأنماط مختلفة من الشعر العمودي والنثر والمحكي، هكذا كانت الأصبوحة الشّعرية التي أقيمت في المركز الثقافي في الصفصافة، وضمت مجموعة من الشعراء محمد توفيق محمد وفراس عساف ووفاء السعيد وفؤاد أحمد وسمر إبراهيم ومحمود موسية وضيف الشرف الشاعر علي الحاج من لبنان الشقيق.
الشاعر محمد توفيق محمد قدّم قصائد عدّة، بعضها غزلي بالمحكي، وبعضها وطني بالفصحى، ومن قصيدة “الشهيد” نقتبس:
بهيّ الطلة جميل الأوصاف
طيب السجايا والقلب صافي
أحمد فتي الساعد والعزم وافي
نال مجداً مكرماً بكل الأعراف
شامخ القامة عزيز النفس
أبى بكبرياء السنديان والصفصاف
طوبى لكم شهداء الحق طوبى
أمجادكم أرخت بطروس وقوافي
كذلك قدّمت الشاعرة سمر إبراهيم قصيدتين هما “سيجارة” و”فجر وعاشقان” والتي نقتطف منها:
تزعجني ضحكاتك أيها البحر
فأفتح مذكرتي لأدونك
الآن وفي المستقبل البعيد
سأظل أحبك
أحبك ضمن المسافات الآمنة
التي لايصل إليها فراق
ولايعلم عن سرها العشاق
ستبقى كالزيزفون
غائباً حاضراً
الشاعرة فؤاد أحمد شارك ببعض القصائد أيضاً منها “لوحة بضوء القمر” و”البواسل” ومنها نقتبس:
يا أكرم وأنبل بني البشر
خير سلف لخير خلف بالجهاد
وصف الطهارة يليق بكم
ومن أطهر منكم أهل الجياد
زلزلت الأرض تحت نعالكم
لتطهير البلاد من الأوغاد
إن غاب طيفكم وطال عنا
انتم في القلب وفي الأكباد
استشهادكم وسام على صدورنا
نعتز به وتفخركل العباد
ومن قصيدة الشاعر محمود موسية “نسمة روح” نقتطف:
تراودني وأهذي في هواها
أسرت بحبها قلباً حباها
تحاكي كل عشقي واشتياقي
وروحي تبتغي دوماً لقاها
هي العنوان والأبيات شعراً
فبيت تلو بيت ماكفاها
لها عبق تجلى في نقاء
يفوح المسك طيباً من شذاها
وتنوعّت قصائد ضيف الأصبوحة الشاعر اللبناني علي الحاج بين الغزل والوطن، يقول تحت عنوان “نجم الشام”:
لاتسأل الأرض عمن قبلنا رحلوا
بل سدرة المجد عمّن فوقها نزلوا
من مشرق الشمس قام القائد البطل
يمشي ويمشي المدى والدهر والأزل
من قال تحت الثرى قد تطفأ الشعل
ويحكم الموت والأنوار تمتثل؟!!
يا حافظ الشام ياحامي عروبتها
أصداء مجدك بالجوزاء تتصل
ياقائد الجيش والشجعان في زمن
قد عز فيه السنا والوحي والرسل
ومن قصيدة “صحوة” للشاعرة وفاء السعيدة تقتطف:
وفي منتصف العمر صحوتي
وقد استعر خافقي بين الحنايا
فحللت صقيع العمر عنه
وجدت مني بعض البقايا
صورة هيكل بشري لا زال حيا
وكثير حب في حشايا
بعد أن أرهقتني خطوب
وأوجعتني كثير المنايا
لملمتني كفوفي واقلامي
أصبحت لروحي مرايا
بعد أن أوصدوا باب عقلي
بدأت انثر حروفاً في الخفايا
“حب تائه” عنوان قصيدة شارك بها الشاعر فراس عساف ومنها نختار:
تتبعثر في يدي أقلامي
وينهاني عمّا أقول كلامي
ففي حضرة حبك المجنون
أنسى قصدي ويضيع مرامي
تتوه على فمي كلماتي
ويضيع اللحن من انغامي
فيا جميلة أين مني صباكي
أين طيفك مني ومن أحلامي