صحيفة البعثمحليات

تقلبات الطقس تزيد من انتشار الأمراض التنفسية بين الناس

دمشق- ميس خليل

في زمن الظواهر الجوية الشديدة، من الأعاصير والفيضانات إلى موجات الحرّ الشديدة وشحّ الأمطار، وما ينتج عنها من تأثيرات وانتشار للأمراض، يدفع الأطفال الثمن الأكبر لعواقب تغيّر المناخ، ولعلّ تقلبات الطقس التي نشهدها خلال هذه الفترة بين ارتفاع وانخفاض مفاجئ لدرجات الحرارة أدت إلى زيادة وانتشار الأمراض التنفسية المعدية بين عامة الناس وخاصة الأطفال.

الدكتور عصام أنجق رئيس شُعبة الأمراض الانتانية في مشفى الأطفال أوضح لـ”البعث” أن تقلبات الطقس عادة تترافق مع زيادة في الأمراض، وخاصة بالنسبة للانتانات التي تصيب الجهاز التنفسي، ففي هذه الفترة من السنة تكون درجات الحرارة مرتفعة نهاراً ومنخفضة ليلاً، وفي بعض الأحيان يكون هناك ارتفاع مفاجئ يليه انخفاض في درجة الحرارة ما يؤدي إلى زيادة الانتانات الفيروسية التي تصيب الجهاز التنفسي، وهذه الانتانات تتراوح شدتها ما بين الرشح البسيط الذي يترافق مع سيلان في الأنف وارتفاع بسيط في الحرارة، وما بين التهاب بالبلعوم أو الحنجرة أو التهاب القصبات والتهاب ذات الرئة، وهذه الأمراض تكثر في فصل الشتاء والتقلبات في الطقس بحيث يزداد نشاط هذه الفيروسات نتيجة الحرارة الزائدة.

وذكر أنجق أنه ومن بين الأمراض التي تكثر في هذه الفترة نتيجة تقلبات الطقس الأمراض التحسسيّة، وذلك نتيجة تفتح الأزهار بالإضافة إلى تشكل الغبار نتيجة تقلبات الطقس، وهذا يؤدي إلى كثرة الأمراض التحسسيّة كالربو، فضلاً عن “الرشح” والتهاب الأنف التحسسي والتهاب الملتحمة التحسسي والاضطرابات التحسسية الأخرى التي يمكن أن تنجم عن غبار الطلع أو التحسس للأزهار والغبار العادي.
وبيّن أنجق أن هناك بعض الأمراض التي تكثر في فصل الشتاء والربيع منها مرض الحصبة، ولحسن الحظ فإن “الحصبة” قليل الانتشار وقابل للوقاية بإعطاء اللقاحات المختلفة، وأيضاً هناك الجدري المائي الذي يصيب الأطفال عادة ويترافق مع الطفح ويتصف بأنه يكون على شكل حويصلات ويكون حاكاً.
وشدّد أنجق على أن العلاقة بين التغيرات المناخية والغذاء والحياة بشكل عام على وجه الأرض علاقة متشابكة، وتؤثر على كلّ التفاصيل المرتبطة بصحة الإنسان وغذائه والهواء الذي يتنفسه، ومدى تأقلمه مع درجات الحرارة المنخفضة والمرتفعة على حدّ سواء، والتغيرات المناخية تؤثر بشكل مباشر في جودة الغذاء والهواء والموارد المائية والطبيعية، ما ينتج عنها زيادة مخاطر الإصابة بالأمراض.
وأشار أنجق إلى أنه للمحافظة على صحة جيدة على مدار السنة لا بدّ من اتباع نظام غذائي متنوع وصحي وممارسة التمارين الرياضية بانتظام والحصول على قدر كافٍ من النوم بحدود 8 ساعات وتناول كمية وافرة من المياه ما بين 6- 8 أكواب يومياً، كما يجب تناول الخضار والفواكه على أنواعها، فهي غنية بمضادات الأكسدة والفيتامينات والإكثار من الأطعمة الغنية بالفيتامين (سي) مثل الليمون والكيوي والفراولة والجوافة والطماطم والبروكلي والفلفل الملون والبقدونس والسبانخ، فهذه المأكولات تحفّز كفاءة الجهاز المناعي.