هل انتهى الدوري الكروي الممتاز قبل الموعد المفترض؟
ناصر النجار
ربما لا يسعنا إلا أن نقول إن الدوري الكروي الممتاز أسدل الستار عن منافساته بنهاية مباريات الأسبوع السادس من الإياب التي أقيمت يوم الجمعة الماضي بعد أن أنهت كل الفرق حصاد ما زرعته، فالبعض قطف ثمن الجهد والتعب، والآخر جنى شوك الخيبة والحسرة والمرارة.
انتهى الدوري قبل أن ينتهي فعلياً، فباتت المباريات القادمة تحصيل حاصل ولتحسين المواقع، فالبطل تعرفنا عليه وبات من الصعوبة بمكان أن يلحق أحد بالفتوة رغم أن فارق النقاط بلغ إحدى عشرة نقطة بين الأول والوصيف تشرين، إلا أنه منطقياً من المستحيل أن يلحق تشرين بالفتوة، فهل نتصوّر أن يفوز تشرين بمبارياته الخمس المتبقية، وبالمقابل ألا يحقق الفتوة أربع نقاط من أصل خمس مباريات؟ فهذا بعرف كرة القدم يعادل المستحيل.
في المؤخرة الوضع مشابه تماماً وقد انتهى الأمر الذي تتهرّب منه الفرق بعد أن وقع الساحل بشر النتائج في المباراة الأهم مع ضيفه الوحدة بنقاطها المضاعفة، فالساحل لم يستفد من كلّ الميزات التي كان يتمتّع بها قبل المباراة، فأرضه وجمهوره لم يسعفاه ليحقق النقاط المضاعفة وليستمر في رحلة تفادي الهبوط، لكن الظروف لم تساعده فسقط على أرضه وتكسرت كل أحلامه على شواطئ الخيبة، ورغم أن قرار الهبوط لم يعلن رسمياً، إلا أنه من الصعب أن يحقق الساحل كل النقاط المتبقية والبالغة خمس عشرة نقطة، وبالمقابل ألا يحقق الوحدة ثلثها!.
الوقائع رسمت وجهة كلّ فريق، وزمن المعجزات الكروية ولّى في مثل هذه المقاربات التي بات تحقيقها أقرب للخيال من الواقع.
بكل الأحوال، الحصيلة النهائية للدوري قبل خمس مراحل من نهايته هي على الشكل التالي: الفتوة بطلاً للدوري للموسم الثاني على التوالي، والحرية والساحل سيعودان إلى الدرجة الأولى بعد زيارة قصيرة إلى الدرجة الممتازة لم تتجاوز بضعة أشهر في موسم واحد.
بقية الفرق على أنواع، منها من يحاول الوصول لمركز الوصافة كمنصب فخري شرفي لا يقدّم ولا يؤخر، ونجد المنافسة عليه محصورة اليوم بين تشرين وحطين وجبلة، هؤلاء مع الفتوة هم أركان المربع الذهبي لهذا الموسم حتى الآن، ولا ندري إن كانت الصورة على الشاكلة هذه ستستمر حتى النهاية، فهناك أهلي حلب والكرامة والجيش قريبون جداً من عتبة الكبار وقد يغيّرون ميزان القوى في المراحل المقبلة،
أما بقية الفرق فستلعب في محاولة لتحسين مواقعها بعيداً عن الضغوط والتشنج والحساسية.