بأدوات بسيطة.. تجارب ناجحة في سجل المشروعات الصغيرة
دمشق – ليندا تلي
لطالما كان توجّه الحكومة نحو المشاريع الصغيرة كحامل للاقتصاد السوري، ووُضعت وأُسّست لأجل ذلك المؤسسات والهيئات المطلوبة، لكن غياب الهيكليات الإدارية السليمة حال دون تحقيق الغاية المطلوبة لناحية وجود بيئة متكاملة على مستوى الخطط والإدارات والبنية المطلوبة.
من هنا كان الاهتمام ببحث السياسات المتعلقة بدعم وتنمية المشروعات الصغيرة التي تشكّل أساس اقتصادات معظم دول العالم، كونها تؤثر مباشرة في المستوى المعيشي والقدرة الإنتاجية للشرائح الاجتماعية التي تزاول هذه المشاريع، وهناك تجارب عديدة حققت نجاحاً في مجال المشروعات الصغيرة كتجربة إلهام الرحيل، ابنة الفرات التي بدأت مشروعها الصغير في صنع المونة المنزلية منذ ست سنوات، بعد أن صنعت عيّنة من مختلف الأصناف (مكدوس – بامية – مربيات – حلويات – كليجة ديرية، وغيرها)، وعرضتها على من حولها وأثنوا عليها وشجّعوها على استئجار محل ومزاولة عملها فيه، كما ساعدتها السوشيال ميديا في خلق شهرة واسعة وكبيرة لها، وهي اليوم تقوم بصناعة منتجاتها المنزلية بناء على التوصية المسبّقة في منزلها الصغير المؤلّف من غرفتين لها ولعائلتها.
الأيادي البيضاء كان لها دور كبير أيضاً في إنجاح المشروع عبر إتاحة الفرصة للمشاركة في بازارات مثل بازار “بكرا أحلى”، وبذلك زاد عدد زبائنها، واستمرّت بمشروعها هذا لمساعدة زوجها في مصروف البيت وتأمين لقمة عيش أطفالها الأربعة، وقد ساعدها إبداع يديها على متابعة تعليمها والتخرّج من كلية الحقوق والانتساب لنقابة المحامين، مع حرصها على الاستمرار بمشروع المونة البيتية إلى أن تتمكّن من استلام قضايا ودعاوى وتستطيع الوقوف على قدميها.
لكي ننجح ونصل إلى ما نحلم به ونتمناه في حياتنا، علينا أن نبدأ أي عمل من الأعمال ونحن مُفعمون بروح الأمل والتفاؤل في الحياة بكل ما هو قادم، وهو ما سيفتح أمامنا كلّ الأبواب المغلقة.
.. لذا تنصح إلهام، من صلب تجربتها التي عاشتها وتعايشها كل ربّة منزل، بألا تجعل الظروف عائقاً أمام تحقيق طموحها، فمشوار الألف ميل يبدأ بخطوة، وعليها مساعدة زوجها بأي مهنة تبدع بها تجنّباً للحاجة واستجداء عطف الآخرين مهما كانت الظروف صعبة وقاسية.