بسام حمودة: الشّعر موهبة ولا يُعلّم
هويدا محمد مصطفى
تأتي أهمية الشعر عبر وظيفته الجمالية، والشاعر يعبّر ويتنفس عبر القصيدة التي تؤتي دهشتها من خلال الكشف عن الأعماق اللغوية في مفردات الشاعر بسام حمودة، فهو يكتب القصيدة بكل أنماطها، ويعزف الكلمات من خلال موسيقاه الخاصة، وهو بالإضافة إلى عمله في المسرح، وتدريب فرق الكورال في طرطوس، حاصل على عشرات الجوائز على مستوى القطر في مجال الأغنية السّياسية والغناء الفلكلوري، صدر له مجموعات شعرية عدّة “في الباب وجه السنبلة”، و”أوراق لي” و”هل يكفي دمي” و”أناشيد لا كالغناء” و”تجليات في زمن الردة”، ورواية بعنوان “القوقعة عود على بدء”، وللحديث أكثر عن تجربة الشاعر بسام حمودة الأدبية كان لنا معه الحوار التالي.
هل اكتشفت نفسك من خلال القصيدة؟ وهل تعدها بطاقة تعريف عنك كشاعر؟.
عرفت نفسي قبل القصيدة التي أعدّها مولودي الذي يحمل جيناتي، فأنا من خلقت القصيدة لتصبح لاحقاً جزءاً من هويتي، لكن للأسف لا أذكر أول قصيدة كتبت، إذ مضى عليها أكثر من خمسين عاماً، وأوراقها ضاعت خلال تنقلاتي الكثيرة.
هل بالإمكان تعليم الشعر للغير؟ أم أنه موهبة فقط؟.
بالإمكان تعليم قواعد اللغة والعروض والنحو وإعطاء الأمثلة، لكن كتابة الشعر تحتاج إلى موهبة، فدارسو اللغة كثيرون، لكن معظمهم لا يكتبون الشعر لأنهم يفتقدون الموهبة.
في مجموعتك الشعرية “أوراق لي”، هل تعدّ قصائدك بمثابة توثيق لوجودك في الحياة؟.
ليست توثيقاً لوجودي، إنما كانت هي البدايات، لكنها رسمت معالم خطواتي واتجاهاتي في الكتابة والتي تبلورت لاحقاً.
ماذا تضيف الموسيقا للشّعر؟.
علاقة الشعر بالموسيقا وثيقة، لكن يختلف مفهوم الموسيقا بينهما، لأنّ لها خصوصيتها المرتبطة بالزمن والإيقاع وتراتيبه، أما في الشعر فالأمر يتراوح بين الإيقاع العروضي والموسيقا الداخلية الكامنة في الصياغة التعبيرية.
هناك شعراء ينحازون لنمط معيّن من الشعر، ولا يروق لهم كتّاب أنماط أخرى، ما رأيك بذلك؟.
بكل تأكيد هناك من يتعصّب لمذهب ما في الكتابة، لكن يجب أن نسلّم بأنّ الإبداع لا ينحصر في نموذج فلكلّ خصائصه وحضوره، وعلينا تقبّل الآخر كما نحب أن يتقبلنا الآخرون.
هل خدمت الشبكة العنكبوتية وقنوات الأدب الشعر والشاعر؟.
مما لا شكّ فيه أن الشبكة العنكبوتية حالة عصرية حققت التواصل الواسع والانفتاح على العالم، وأعترف بأنني لا أجيد التعامل معها بالمستوى المقبول.
هل الحالة النفسية تؤثر على فكرة القصيدة؟ وهل هناك أجواء خاصة للكتابة؟.
بالطبع العمل الإبداعي هو انعكاس للحالة النفسية، وتختلف أجواء الكتابة بين شخص وآخر، فمنهم من يحب العزلة، وأنا شخصياً أحبّ أجواء الصخب.
حدثنا عن تجربتك بالكتابة للمسرح؟ وما هي علاقته بالشعر؟.
تجربتي مع المسرح قديمة من أيام الدراسة قبل خمسين عاماً، ابتدأتها بكتابة الاسكتشات وتقديمها عبر المسرح المدرسي ومنظمة الشبيبة، ثم تطورت وحققت فيها إنجازات، حيث حصلت في تسعينيات القرن الماضي على جائزة أفضل نصّ في مهرجان قطري، ثم حصلت لمرتين متتاليتين على جائزة التأليف المسرحي في دولة الإمارات، كما تمّ اختيار نصين مسرحيين لكي يُدرّسا ضمن منهاج المسرح المدرسي، أما علاقة المسرح بالشعر فلكل منهما خصوصيته وقد تجنح اللغة الحوارية نحو اللغة الشاعرية أحياناً.
لديك رواية “القوقعة عود على بدء”.. أين تجد نفسك أكثر بين الشعر أم الرواية؟.
هي رواية واقعية أبطالها معروفون عايشناهم، فأردتها توثيقية إنصافاً لأبطال لكي لا يطويهم النسيان، أما أين أجد نفسي، فما أكتبه سواء القصيدة أم المسرحية أم الرواية جميعهم أولادي وأجد نفسي في أي جنس أكتبه.