سوء التغذية تسبب بظهور آفات جلدية بأشكال وشدَّات مختلفة
دمشق – لينا عدره
أشار الدكتور نضال حمادي، رئيس قسم الأشعة فوق البنفسجية في مشفى الأمراض الجلدية والزهرية الجامعي بدمشق، إلى أن هناك بعض التغيّرات باتت تظهر على عددٍ من الأمراض الجلدية، ما يتسبّب بظهورها بأشكالٍ مختلفة، بغضّ النظر عن الفئة العمرية التي تُصاب بها هذه الأمراض (أطفال أو كبار)، حيث بتنا نلحظ هذا الاختلاف سريرياً، بل وحتى في زمن الإصابةـ كاللشمانيا، على سبيل المثال لا الحصر – التي قد تظهر متقرحة، على الرغم من أن مدة إصابة المريض بها قد لا تتجاوز الأسابيع الثلاثة، ما يؤشر على وجود طفرة مناعية كون المرض أخذ حدّاً أعلى وأسرع من الطبيعي، لأنها عادةً ما تحتاج لتصل للتقرح خلال مدة زمنية قد تصل إلى سنةٍ كاملة،
وأشار الدكتور حمادي، أيضاً، إلى ارتفاع نسب الإصابة ببعض الأمراض كالميلانوما التي يتمّ رصدها حالياً بنسبٍ أعلى مما كانت عليه، لتصل الحالات التي يتمّ رصدها إلى نحو عشر حالات سنوياً بعد أن كانت لا تتجاوز حالة أو اثنتين في السنة الواحدة، والتي تعتبر أحد أخبث أنواع الأورام التي تصيب الجلد، خاصةً وأن المريض لا يراجع المشفى إلا بعد تفاقم حالته الصحية، وفق ما بيّن حمادي، لافتاً إلى أن زواج الأقارب والتعرض المتواصل والمستمر للشمس يأتيان في مقدمة الأسباب التي تؤدي للإصابة بها.
ويشير حمادي إلى أن سوء التغذية العام الذي يؤدي لإضعاف المناعة، ومن ثم التسبّب بمشكلات لا أنموذجية، كازدياد حالات نقص فيتامين “D” التي باتت منتشرة، وخاصةً مع تجنّب شريحة كبيرة من الأشخاص الخروج من المنزل، إضافة إلى رصد نسب مرتفعة لحالات النقص العام بالفيتامينات، وخاصةً فيتامين “B 12″، بما يساهم كثيراً بإضعاف المناعة، ويحدث مشكلات صحية تؤدي لظهور آفات جلدية تظهر بأشكال وشدات مختلفة غير متوقعة بتنا نلحظها، سواء أكانت مناعية أو غير مناعية مرتبطة بالعوامل الخارجية كالبرد والشمس صيفاً وشتاءً، منوهاً بأن أعراض بعض تلك الأمراض التي قد تحدث تظهر على شكل بقع أو حكة أو فقعات أو حويصلات ولويحات وغيرها من الأشكال.
حمادي أكد أن سوء نوعية التغذية هو المتهم الرئيسي بظهور بعض الأمراض الجلدية التي بتنا نلحظها، خاصةً وأن بعض الأمراض التي كانت تصيب الكبار دون الصغار أو العكس، بتنا نلحظها اليوم عند مختلف الفئات العمرية، مضيفاً أن عدم حصول الطفل على حصته الغذائية الكاملة أثناء الرضاعة الطبيعية ونقص الفيتامينات، وما يتبعه من نقصٍ في وجبات الحليب نتيجة توجّه الأمهات إلى الحليب الاصطناعي الذي – وبسبب كلفته الباهظة وعدم توفره – يضطررن للجوء إلى الحليب البقري الممدّد، يؤدي لظهور بعض الأمراض، نتيجة عدم إعطاء الطفل كفايته من الغذاء المتوازن والضروري.
حمادي يؤكد أن القضية ليست مجرد “حشو بطن”، فالأمر لا يتعلق بحجم الوجبة بل بنوعيتها، مشدداً على أن كمية الطعام الكبيرة التي قد نتناولها لا تعني بالضرورة حصولنا على الغذاء اللازم، ليبقى السؤال الأهم: هل طعامنا متوازن؟ أضف إلى ذلك عاملا آخر مهما جداً يزيد الأمور سوءاً، ويسبّب ظهور آفات جلدية مغايرة للسابق، يتعلق بعدم الاستقرار النفسي للمرضى من دون إغفال ما يتسبّب به زواج الأقارب الذي نلحظه بشكلٍ لافت، ويؤدي للإصابة بأمراض جلدية بتنا نرصدها مؤخراً بشكلٍ متزايد نتيجة الوراثة، وتظهر عند الأطفال بشكل مبكر كالبهاق أو الصدف؛ ليبقى الحلّ – برأي حمادي – بالتوعية أولاً، وبالتوازن الغذائي ثانياً، رغم إدراكنا صعوبة تنفيذه في ظلّ الظروف الاقتصادية التي نمرّ بها ونعاني منها كما تعاني منها معظم البلدان.