جريمة مجمع الشفاء الطبي الجديدة في غزة فشل واضح للمجتمع الدولي والأمم المتحدة
الأرض المحتلة – تقارير
جددت المقاومة الفلسطينية مطالبتها منظمة الصحة العالمية، وباقي المؤسسات الأممية، واللجنة الدولية للصليب الأحمر بضرورة الوقوف عند مسؤولياتها لحماية ما تبقى من منشآت طبية في قطاع غزة، وتوثيق جرائم الصهاينة النازيين ضد القطاع الطبي المحمي بموجب اتفاقيات جنيف والقانون الدولي الإنساني.
وقالت المقاومة في بيان اليوم: “جريمة جديدة يرتكبها جيش الاحتلال الصهيوني المجرم هذا الفجر في عدوانه على مجمع الشفاء الطبي في مدينة غزة والمنطقة المحيطة به، وذلك باستهداف مباني المستشفى بشكل مباشر دون اكتراث بمن فيه من مرضى وأطقم طبية ونازحين”.
وأضافت المقاومة: “إن فشل المجتمع الدولي والأمم المتحدة في اتخاذ إجراءات ضد جيش الاحتلال كان بمثابة الضوء الأخضر للاستمرار في حرب الإبادة والتطهير العرقي التي يقترفها ضد شعبنا والتي أحد أركانها تدمير المنشآت الطبية في القطاع”.
وكانت الصحة الفلسطينية أفادت بأن الاحتلال استهدف فجر اليوم مجمع الشفاء الطبي ومحيطه بأكثر من 40 غارة، ما أدى إلى نشوب حريق على بوابة المجمع وفي مبنى الجراحات التخصصية، وارتقاء عدد من الشهداء بين النازحين والمرضى وإصابة آخرين، مع عدم القدرة على إنقاذ أحد من المصابين بسبب كثافة القصف وقطع الاتصالات واستهداف قوات الاحتلال التي تحاصر المشفى كل من يقترب من النوافذ، في جريمة أخرى ضد المؤسسات الصحية.
وأوضحت الصحة أن قوات الاحتلال اقتحمت المجمع للمرة الرابعة منذ بدء الاحتلال عدوانه على قطاع غزة، محذرة من أن حياة أكثر من 30 ألفاً من الفرق الطبية والنازحين والجرحى والمرضى في خطر ومطالبة المؤسسات الأممية بإيقاف هذه المجزرة فوراً.
وأشارت إلى أن عدد ضحايا عدوان الاحتلال المتواصل لليوم الـ 164 على القطاع ارتفع إلى 31726 شهيداً و73792 جريحاً، فيما لا يزال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات نتيجة منع الاحتلال طواقم الإسعاف والدفاع المدني من الوصول إليهم.
في الأثناء، قال الهلال الأحمر الفلسطيني: إن الاتصالات انقطعت تماماً مع مجمع الشفاء بعد اقتحامه من قبل قوات الاحتلال، مبيناً أن الاعتداء على المجمع يأتي بعد أن استعاد خدماته جزئياً خلال الفترة الماضية، في تجاهل لكل النداءات الدولية بضرورة حماية المؤسسات الصحية والطواقم الطبية.
من جهته، أدان المكتب الإعلامي في غزة جريمة الاعتداء على المجمع بأشد العبارات مؤكداً أنها جريمة حرب، ومشيراً إلى أن الإدارة الأمريكية والمجتمع الدولي يتحملان المسؤولية الكاملة عن سلامة وحياة الطواقم الطبية والجرحى والمرضى والنازحين في المجمع .
من جانبه، أكد رئيس المجلس الوطني في السلطة الفلسطينية روحي فتوح أن اعتداء الاحتلال على المرافق الطبية ومجمع الشفاء جريمة حرب وانتهاك فاضح وصارخ للقانون الدولي واتفاقيات جنيف وتغول بالقتل والتطهير العرقي، بهدف إفشال جميع المساعي والمبادرات الرامية لإيقاف الحرب الوحشية وإطالة أمدها على حساب الآلاف من الأبرياء، بما يضمن هروب رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو من أزماته الداخلية.
خارجية السلطة الفلسطينية بدورها حذرت من خطورة اقتحام قوات الاحتلال لمجمع الشفاء على حياة الطواقم الطبية والمرضى والجرحى والنازحين الموجودين في المجمع ومحيطه، بمن فيهم النازحون الموجودون في مدارس الإيواء المحاصرة، فضلاً عن المخاطر التي تهدد حياة من اعتقل الاحتلال منهم.
إلى ذلك، أكد فيليب لازاريني مفوض وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا”، أن الجوع في قطاع غزة هو نتيجة للإجراءات والحصار الذي يفرضه الاحتلال الإسرائيلي.
ونقلت وكالة “رويترز” عن لازاريني قوله، خلال مؤتمر صحفي في القاهرة مع وزير الخارجية المصري سامح شكري: “نحن في سباق مع الزمن لوضع حد للجوع المتفاقم ووقف المجاعة التي تلوح في الأفق في قطاع غزة”، موضحاً أنه يمكن حل الأزمة وتغيير مسار الأمور من خلال إرادة سياسية سديدة لدول العالم.
وأشار لازاريني إلى أنه من خلال المعابر يمكن إغراق غزة بالطعام والمساعدات، وبالتالي منع وقوع كارثة إنسانية، معتبراً أن عملية الإنزال الجوي لهذه المساعدات هي عملية تكميلية وإضافية، ولا تعبر عن الاستجابة الكاملة والحقيقية.
وشدد على أن الاستجابة الحقيقية هي فتح المعابر وتدفق الشاحنات لتقديم المساعدات المطلوبة لأهالي القطاع.
في سياق متصل، دعا رئيس الوزراء الإيرلندي ليو فارادكار الولايات المتحدة الأمريكية إلى الضغط على كيان الاحتلال الإسرائيلي لوقف العدوان على قطاع غزة.
ونقلت وكالة “فرانس برس” عن فارادكار قوله ذلك، خلال لقاء مع الرئيس الأمريكي جو بايدن في البيت الأبيض: “إن سكان غزة بحاجة ماسة إلى الغذاء والدواء والمأوى… وهم بحاجة أكثر من أي شيء آخر إلى وقف القنابل”، مشدّداً على أن “تطلعات الشعب الفلسطيني إلى وطن ودولة في أرض أجداده أمر يستحق التحقيق”.
وأضاف فارادكار: إن “الشعب الإيرلندي يشعر بحزن عميق إزاء الكارثة التي تتكشف أمام أعيننا في غزة”، وتابع: “نحن نرى تاريخنا في أعينهم.. تاريخ من التهجير والسلب وإنكار مسائل الهوية الوطنية والهجرة القسرية والتمييز والآن الجوع”، في إشارة إلى النضال الماضي الذي قادته بلاده ضد المحتل البريطاني.