تحذير أممي من “جوع كارثي” في السودان
تقرير إخباري
حذّر مسؤولون أمميّون من “جوع كارثي” قد يعاني منه ملايين الأشخاص في مناطق مختلفة من السودان بسبب الحرب التي اندلعت في البلاد منذ ١٥ نيسان ٢٠٢٣، بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوّات الدّعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو المعروف باسم “حميدتي”، وأسفرت عن سقوط آلاف القتلى ونزوح ملايين آخرين.
وحذّر “مارتن غريفيث”، منسّق المساعدات الإنسانيّة بالأمم المتحدة، مجلس الأمن، في مذكّرة من أنّه من دون مساعدات إنسانيّة عاجلة والحصول على السلع الأساسيّة قد ينزلق نحو خمسة ملايين شخص إلى حالة كارثية من انعدام الأمن الغذائي في مناطق مختلفة من السودان خلال الأشهر المقبلة.
وأضاف “غريفيث”: إنّ “المستويات الحادّة من الجوع سببها شدّة تأثير الصراع على الإنتاج الزراعي والأضرار التي لحقت بالبنية التحتيّة الرئيسة وبمصادر الرّزق، وتعطّل تدفقات التجارة والارتفاع الكبير في الأسعار، والعوائق التي تمنع وصول المساعدات الإنسانية والنزوح الواسع النطاق”.
وكتب المسؤول الأممي: “إنّ بعض الناس في غربي ووسط دارفور قد تحاصرهم ظروف المجاعة مع تردّي الوضع الأمني وبدء موسم الجفاف”.
وأشار “غريفيث” إلى أنّه من المتوقّع أن يعاني ما يقرب من ٧٣٠ ألف طفل في جميع أنحاء البلاد من سوء التغذية الحاد، بما في ذلك أكثر من ٢٤٠ ألف طفل في دارفور.
وقال المسؤول الأممي: “لوحظ بالفعل طفرة غير مسبوقة في وصف علاج الهزال الشديد، وهو العرض الأكثر فتكاً لسوء التغذية، في المناطق التي يمكن الوصول إليها”.
ودعا المسؤول الأممي إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لمنع هذه الكارثة من أن تترسّخ، مطالباً بتحسين وصول المساعدات الإنسانية، وتوفير مزيد من الأموال، وتحقيق وقف لإطلاق النار.
وذكرت الأمم المتحدة أنّ نحو ٢٥ مليون شخص يحتاجون إلى مساعدات، وأنّ نحو ثمانية ملايين شخص فرّوا من منازلهم.
بدورها، قالت ممثّلة منظّمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسيف” في السودان، “مانديب أوبراين”: إنّه “لم يتبقَ سوى بصيص من الأمل للحيلولة دون خسارة جماعيّة لحياة ومستقبل الأطفال في السودان”.
وأضافت “أوبراين”: إنّ “١٤ مليون طفل يحتاجون للمساعدات الإنسانيّة في السودان، وإن ٤ ملايين طفل باتوا مشرّدين، كما يعاني الملايين من الجوع وسوء التغذية الحاد”.
ودعت ممثّلة “يونيسيف” إلى وقف فوري لإطلاق النار في السودان، وتوفير مزيد من المواد وإتاحة الوصول للمساعدات دون عوائق لإنقاذ ملايين الأطفال الذين يصارعون من أجل البقاء على قيد الحياة.
وكانت هيئة إنقاذ الطفولة ذكرت أنّ “نحو ٢٣٠ ألف طفل وامرأة حامل وحديثة الولادة قد يموتون في الأشهر المقبلة بسبب الجوع، ما لم يتمّ الإفراج عن تمويل عاجل منقذ للحياة للاستجابة للأزمة المتفاقمة في السودان”.
وحسب آخر تصنيف أممي لحالة الأمن الغذائي في السودان، فإنّ عدد الذين يعانون من حالة طوارئ غذائية (المرحلة الرابعة) في البلاد يقدّر بنحو ٤.٩ ملايين شخص، وأكثر من ٣٠٠ ألف منهم يعيشون في وسط دارفور وأكثر من ٤٠٠ ألف آخرين في غربي دارفور.
ويواجه السودان، حسب منظمتي “يونيسيف” و”الصحة العالمية”، أكبر عدد من النازحين داخلياً في العالم، حيث يفتقر هؤلاء النازحون إلى الغذاء ومياه الشرب والبيئة النظيفة والرعاية الصحية والعديد من الخدمات الأساسية، ما يجعلهم يواجهون خطر الموت بسبب مضاعفات الولادة، وانخفاض التطعيم وتفشّي الأمراض، كما أن سوء التغذية يتفاقم بسرعة.
د. معن منيف سليمان