الغرب لا يعرف معنى السلام
تقرير إخباري
بعد العدوان الإسرائيلي على غزة، نلاحظ في سورية تضخماً في جرعة نشاط التنظيمات الإرهابية التي تستهدف المدنيين في أعمالهم والعسكريين على طرق التنقل، ناهيك عن غارات إسرائيلية تستهدف الأحياء المدنية في الليل ووضح النهار، والبنى التحتية كالمطارات، ضاربةً عرض الحائط بقواعد القانون الدولي التي تحظر تلك الأعمال وتدينها.
من المعروف أن سورية دولة لها وزنها الإقليمي لكن العالم حتى اللحظة يبدي كل التقصير في نظرته لها، متجاهلاً الحقيقة، حيث يصرّ الغرب على تجميد الصراع فيها بالتزامن مع صراعات أنشأها عالمياً، وهي للأسف من النوع طويل الأمد، وحتى لو أراد الغرب البحث عن “حلول”، فحلوله تشبه شخصيات زعمائه السياسيين، سريعة، متهورة، وتحقق المصالح الرأسمالية الاحتكارية، ولنا أن نتخيل شكل حل يتحلى بتلك “المزايا”.
تلك القوى لم تعد تعرف معنى السلام، بل أحلت بدلاً منه “إدارة الصراعات”، وبالتالي فهي تطبق إدارة الصراع ضدّ سورية وتتابع الاستثمار بـ”الإرهاب” والمتاجرة بـ”حقوق الإنسان” بأفعال دالة كثيرة، أولها بقاء قوات الاحتلال الأمريكية غير الشرعية فيها رغم تذرعها بمحاربة “داعش” واعترافها باندحاره، بل وتواصل نهب ثروات الجزيرة السورية من نفط وقمح، وثانيها تقرير ما تسمى بـ “لجنة حقوق الإنسان” الذي ما زال يعكس النظرة المسيسة والتسلط الغربي على عمل اللجنة بشكل أفقد تقريرها المهنية، وجعله يتغاضى عن الأخطار الوجودية التي يتعرض لها الشعب السوري، وفي الوقت ذاته يروّج لهياكل غير شرعية ومعارضات لا وطنية على أنها تمثل حلولاً، مع تناسي الحصار وأثره في زعزعة الأمن والاستقرار. وثالثاً، ما سبق ذلك من محاولات إفشال ممنهج غربي بإصدار البيانات ضدّ الدولة السورية.
ويمكننا أن نضيف على المشهد الساخن ركناً جديداً، فاستخبارات زيلنسكي تعلن تورطها في إرسال خبراء لمساعدة التنظيمات الإرهابية على الأراضي السورية لتجميع المسيرات وضرب الصواريخ الموجهة ضد القوات الروسية، الحليفة لسورية في طرد الإرهاب، وهذا أمر له تفسيران، الأول هو تقديم المكافئة لتنظيمات الإرهاب التي انطلقت من سورية للقتال في صفوف الغرب الداعم لهم على الجبهة الأوكرانية، والثاني هو أن كييف تكمل دورها كأداة في صنع الصراعات، منفذةً تعليمات الغرب في الاستثمار بـ”الإرهاب” بحجة “الانتقام” من القوات الروسية.
لكن سورية رغم كل تلك الصراعات وصورها القاتمة تواصل التعاون مع الأصدقاء والحلفاء ومحور المقاومة -الذي تتعاظم شعبيته وقوته في كل لحظة في المنطقة- لطرد الإرهاب، وطرد داعميه عن أراضيها وأراضي كل المنطقة، فحلول الغرب ولجانه ومؤتمراته وما يصدر عنه من تقارير وتوصيات لن تغني أو تسمن من جوع.
بشار محي الدين المحمد