تعزيز معالم الهوية الوطنية.. محدداتها ومهدداتها
حمص _ سمر محفوض
ركزت وزيرة الثقافة لبانة مشوح على مفهوم الهوية الوطنية، وذلك خلال لقاء حواري مع نخبة من المثقفين والمفكرين في مديرية الثقافة بحمص، صباح اليوم.
كما ركزت على أهم الطرق الكفيلة بتعزيزها، ضمن مشروع وطني تعمل الوزارة على تنفيذه، بالتشاركية والحوار مع مجموعة من المثقفين والمفكرين والأدباء، مؤكدةً أن ملف الهوية الوطنية ضمن اهتمام الدولة، وأن وزارة الثقافة أخذت على عاتقها فتح هذا الملف، وإعادة بنائه عبر محاور عدة منها: “محور مفاهيمي نتفق فيه على مفاهيم وأساسيات وتعريفات تكون نقطة انطلاق لبناء إستراتيجية، ثم سننتقل إلى الخطوات الإجرائية والتي ستتكفل كل جهة بتنفيذها”.
وفي تصريح للإعلام، أشارت مشوح إلى أن الحرب أثرت على بعض الأفكار والقيم، لذلك كان لا بد من إعادة النظر في مجمل المنظومة الفكرية والقيمية لمعرفة مفاهيمها وكل ما يميزها للبناء على هذه المعطيات. وأوضحت أنه تم الاستناد إلى ورشات عمل أقيمت في عدد من المحافظات خلال الفترة الماضية، واليوم في حمص مع مجموعة مميزة جداً من المفكرين والأدباء وأساتذة الجامعات الذين لهم رؤيتهم يمكنهم النقاش بحرية مطلقة، وسقف الحوار غير محدد، واليوم وفي المرحلة القادمة سنقدم تعريف دقيق للهوية الوطنية والفرق بينها وبين الهوية الثقافية ومكونات هذه البنية الوطنية وتجلياتها ومهدداتها والوسائل الناجعة على الأرض، لإعادة بناء مفهوم الهوية الوطنية والانتماء الوطني.
وأوضحت مشوح أن العناوين العريضة للقاء تتلخص حول ماهية الهوية الوطنية والفرق بين الهوية الوطنية والهوية الثقافية و ما هي مكونات هذه الهوية، مبينة أن الهوية الوطنية شعور ينعكس على الأرض علينا استثماره وتغذيته فهناك عوامل داخلية أسرية وتربوية وعوامل خارجية، ومؤكدة أن التربية والتنشئة وبناء فكر الطفل يبدأ منذ المرحلة التأسيسية الأولى وهو أكبر عامل مساعد لتعزيز الشعور بالانتماء للوطن.
وتابعت مشوح أن وزارة الثقافة وضعت مجموعة من الإجراءات لإدارة هذا الملف كاملاً، في حال تمت الموافقة عليه، سيتم الانتقال إلى الإطار الإجرائي كالبرامج التنفيذية التي تشترك فيها كل الجهات المعنية، مؤكدة أن هوية سورية الوطنية تستحق السعي لتعزيزها من قبل الجميع، و أن تعزيز الهوية يعني تعزيزاً للشخصية العربية السورية والانتماء والمواطنة.
وأشار دكتور اللغات القديمة والآثار والتاريخ الإسلامي في جامعة البعث على صقر أحمد إلى أن اللقاء حوار وطني بامتياز يحمل عنواناً مهماً يخص “الهوية الوطنية والانتماء” وتمت مناقشة الأسس المتعلقة بنشأة جيل يتمتع بثقافة وانتماء حقيقي والهدف من الحوار أن نضع أيدينا على الأخطاء وسبل معالجتها لنعيش في وطن حر و معافى.
من جانبة مغيث إبراهيم تحدث عن الهوية كقيمة أساسية، وسبل الوصول إلى مخرجات محددة حول مفهوم الهوية الوطنية وارتباط المواطن بقضايا الوطن.
وشدد يزيد جرجوس _ كاتب في مجال العلوم السياسية وعلم الاجتماع _على أهمية التعاطي المتوازن مع مفهوم الهوية التاريخية والمراحل والتراكمات التاريخية، مؤكداً أن الهوية تبدأ وتتجلى عبر المشاركة والحوار وتعزيز الانتماء الوطني لبناء الوطن والمستقبل.
وتناول الدكتور عبد الرحمن بيطار موضوع الانقسامات الفكرية التي حصلت خلال الأزمة والحوار بهدف تعزيز الروح الثقافية بين أبناء الوطن الواحد وفهم الأخطاء وعدم تكرارها.
وأوضح الدكتور جودت إبراهيم أن ورقة العمل التي قدمتها الوزيرة مشوح ميزت بين الهويتين الوطنية والثقافية، وكيفية تشكل كل من الهوية الوطنية والهوية الثقافية و ماهي معوقات الهوية الوطنية والهوية الثقافية، وكيف يمكن السيطرة على هذه المعوقات وتجاوزها للبحث عن قاسم مشترك واحد وهو القاسم المشترك الأكبر الذي يجمع أبناء الوطن الواحد والذي هو الهوية الوطنية.
ليؤكد المفكر نهاد سمعان أن هويتنا الوطنية مهددة من الداخل والخارج وقوة المجتمعات تقاس بمقدار تماسك الأفراد في مجتمعاتهم.