ثقافةصحيفة البعث

ذروة الموسم الدرامي.. ما تزال في رمضان

أمينة عباس

على الرغم من دخول المنصات على عالم الدراما والتلفزيونات والقنوات بشكل عام وهي التي أتاحت عرض الأعمال الدرامية خارج السباق الدرامي في رمضان، ظل شهر رمضان يشهد رواجاً في صناعة الدراما والمحتوى التلفزيوني، فضلاً عن صناعة الإعلانات التي تزدهر خلال هذا الشهر، حيث تهتم كبرى شركات الإنتاج الدرامي بالوجود بقوة خلال هذا الموسم الذي يتسابق المنتجون فيه على تقديم المحتوى المتميز الذي يجذب المشاهدين، وكذلك الإعلانات التي تجلب العائد الاستثماري الأكبر للقنوات، ليمثل بذلك هذا الشهر فرصة استثمارية كبيرة للقنوات التلفزيونية وشركات الإنتاج التلفزيوني ومنصات المشاهدة، ولا سيما شركات الدعاية والمعلنين الذين يفوزون بالحصيلة الأكبر من المشاهدين ويحصلون على فرصة أكبر لوصول منتجاتهم مباشرةً للفئات المستهدفة من الجمهور.

فرصة ذهبية

ويؤمن الممثل والمنتج عاطف حوشان بأن شهر رمضان هو الفرصة الذهبية لكي يأخذ أي مسلسل حقه من المشاهدة، لذلك يحرص كمنتج على تقديم الأعمال التي ينتجها على أن تكون جاهزة للعرض خلال هذا الشهر الذي يكون فيه المشاهد مهيأ ومستعداً لمتابعة الأعمال الدرامية، لذلك هو سعيد أن عمله “عريس تحت الطلب” تأليف نسرين حيلوني إخراج عمار تميم و”الوشم” تأليف قاسم الويس إخراج عمار تميم قد حظيا بفرصة عرضهما خلال هذا الشهر، من دون أن يخفي حوشان أنه كمنتج يحرص على إنتاج عمل يُشاهَد ولديه حظوظ قوية في التسويق لأن إنتاج عمل من دون تسويقه يشكل كارثة بالنسبة لأي منتج، والتسويق برأيه مرتبط بما تريده المحطات.

وعن مدى تدخله بالعمل الذي ينتجه بيَّن حوشان أنه في بعض الأحيان قد يطرح فكرة ما ليقوم الكاتب ببلورتها من خلال نص يقوم بكتابته ويخضع للنقاش بينه وبين الكاتب، مؤكداً أنه لا يتدخل كمنتج في اختيار الممثلين إلا بحدود تقديم ترشيحات للمخرج الذي له القرار النهائي في اختيار من هو مناسب لكل شخصية من شخصيات العمل.

لا مكان للمغامرة

وعلى الرغم من التوجه الأخير لصنّاع الدراما للعرض خارج شهر رمضان، لكن المنتج أحمد رضا الحلبي يرى أن ذروة الموسم الدرامي ما تزال في رمضان، وأن أي منتج يحرص على تقديم عمله في هذا الموسم لعائداته المالية الكبيرة، مشيراً إلى أن آخر عمل أنتجه كان “هوا أصفر” إخراج أحمد ابراهيم أحمد، وبسبب مقاطعة الأعمال الدرامية السورية في تلك المرحلة دخل كمنتج في مشاكل كبيرة بسبب عدم تسويقه، حيث تجاوزت تكلفة العمل 105 مليون دولار وما زال حتى الآن يعاني تبعات هذا الأمر أملاً بالنهوض مجدداً، خاصة وأن المعطيات الحالية مشجعة جداً للعودة قريباً، موضحاً أن الدراما صناعة تتطوّر مع الزمن، لذلك فإن متطلبات السوق وسياسات المحطّات تتغير وتتبدل، ففي فترة من الفترات ظهرت أعمال الفانتازيا التاريخيّة “الكواسر” و”الجوارح” ثم موجة الأعمال التاريخيّة الضخمة، وبالتالي فعلى المنتج برأيه أن يكون مدركاً لذلك من دون أن يغرد خارج سرب ما تريده المحطات، خاصة وأن ميزانية أي عمل ازدادت أضعافاً، وبالتالي لا يمكن لأي منتج أن يغامر على هذا الصعيد.

ارتفاع كثافة المشاهدة

وأشار جمال العدل في تصريح له وهو منتج مصري ورئيس مجلس إدارة شركة “العدل جروب مالتي ميديا” وهي شركة رائدة في الإنتاج الفني في مصر والوطن العربي إلى اختلاف الدورة الإنتاجية في موسم رمضان عن بقية شهور السنة، قائلاً: “يختلف الإنتاج في رمضان لأن العائد من الإعلانات يكون بنحو 33 في المئة في شهر رمضان وحده، أما الأحد عشر شهراً الباقية من العام فيتوزع عليها 66 في المئة من إيرادات الإعلانات”، مبيناً أن ارتفاع كثافة المشاهدة في رمضان تجعل المعلنين يحبذون هذه الفترة من السنة، ما يعود على القنوات التلفزيونية والقطاعات المتعددة الأخرى بالأرباح والعائدات الاستثمارية الأعلى، خاصة وأن مشاهدة التلفزيون على نحو متكرر خلال شهر رمضان تسهم في زيادة وصول الإعلانات، وبالتالي تُباع الإعلانات خلال شهر رمضان بثلاثة أضعاف السعر العادي، مبيناً أن منتجي وناشري المحتوى المتميز يميلون إلى تخصيص ميزانيات أعلى لعروض رمضان، ما يزيد من قيمة إنتاجهم.

وبالمقابل أوضح صادق الصباح المنتج اللبناني ورئيس مجلس إدارة شركة “سيدرز آرت برودكشن ـ صباح إخوان” وهي شركة رائدة في الإنتاج الفني في لبنان والوطن العربي أن ما يميز رمضان عن بقية أشهر السنة أن العائلة العربية سواء الموجودة في الوطن العربي أم في المهجر عادةً ما تفضّل التجمع لمشاهدة المسلسلات، لذلك يعدّه المنتجون سباقاً، وأنه على الرغم من وجود المنصات ما يزال للتلفاز بريقه وسحره الخاص، والعديد من فئات المجتمع ما تزال تفضل متابعة المسلسلات عن طريق شاشة التلفزيون، ولاسيما في رمضان.