ثقافةصحيفة البعث

الإعلانات دراما مصغّرة والاتّهامات سمة

نجوى صليبه

يبدو أنّ إعلان “الشيبس” الذي مثّله منذ سنوات قليلة كلّ من فايز قزق وعبد المنعم عمايري كان فاتحةً لنمط قديم ـ جديد من إعلانات الموسم الرّمضاني، وهو نمط يعتمد على قصّة بسيطة، يجسّدها ممثّلو دراما على اختلاف تاريخهم المهني والفنّي، ويخرجها مخرجو سينما ودراما أيضاً.

وفي الموسم الرّمضاني الحالي، نشاهد على الشّاشات المحلية ثلاثة إعلانات، الأوّل “دوّر على الأصل”، تمثيل الفنّانين مظهر الحكيم وهدى شعراوي ورامز عطا الله، فكرة سهام العبيدي وسنياريو زيد الظريف، أمّا الأغنية فكلمات عبد الكافي فاخوري وآلاء قجمي وألحان رافي فقس وغناء شادي داوود، وإخراج هاني طيفور، الجميل في هذا الإعلان أنّه لامس شغاف القلوب ودغدغ ذكريات من الصّعب أن تعاد.

ويذّكرنا الإعلان الثّاني بالأوّل، لأنّه يسوّق لماركة معينة من “الشيبس” أيضاً، وقصته أميرة صغيرة يتقدّم إلى خطبتها شباب شعراء ومغنين، لكنّها وأسرتها لا تقبل إلّا الشّاب الذي يحضر لها الـ”شيبس” فوق الطّبيعي، الإعلان من تمثيل رامي أحمر وليا مباردي وهدى شعراوي وأمية ملص وعبد الرحمن قويدر، أمّا الإخراج فكان بتوقيع علاء كامل.

أمّا القواسم المشتركة بين هذين الإعلانين فهي الطّابع الكوميدي، وبهرجة الصّورة واختيار القصص القريبة إلى قلب وعقل المشاهد.

أمّا الإعلان الثّالث فتجاري، وبتوقيع المخرج يزن أنزور وتمثيل مروان أبو شاهين وعلا باشا وعدنان عبد الجليل ومحمد حسن وآيات الاطرش وأحمد رضا والطفلين قمر الشيشكلي وكيان علاء الدين، والتّعليق الصّوتي لقصي قدسية، أمّا الموسيقى التّصويرية فكانت لإيّاد الرّيماوي.

أخذ ورد

مع كلّ موسم درامي رمضاني، تشتعل صفحات التّواصل الاجتماعي بين معجبين ومتصيدين ومحللين ومتّهِمين وهؤلاء قد يردّ عليهم المعنيون بالعمل وقد لا يفعلون ذلك، لكن هذا العام وعلى ما يبدو الأمر مختلف، فالمخرجة رشا شربتجي وحسبما شاهدنا على صفحات الـ”فيسبوك” ردّت على النّاقد اللبناني جمال فيّاض الذي انتقد عملها “ولاد بديعة” كتابة كلّ من علي وجيه ويامن الحجلي، إذ قال إنّ العمل لا يحترم عقل المشاهد العربي، وإنّ شربتجي استخدمت صحوناً بلاستيكية لتقديم الحلويات في فترة الخمسينيات من القرن الماضي، بينما لم تكن هذه الصّحون موجودة في تلك الحقبة، لتردّ شربتجي وتوضّح أنّ العمل يبدأ في عام 1990، ويولد “مختار الدباغ” في هذا العام، وأنّ السّيّارات وتفاصيل العمل كلّها تشير إلى بداية التّسعينيات.

أمّا المشكلة الأخرى التي ظهرت وانتقلت من صفحات التّواصل الاجتماعي إلى القنوات الإذاعية، فهي ما قاله الكاتب بحر لاواديسا في حديثه لإذاعة “شام اف” حول أنّ نصّ مسلسل “نظرة حب” مسروق من نصه “باليت” الذي كتبه في عام  2016، يقول: “لن أقول سرقة بالمعنى الكامل، لكنّه طفل من أطفالي وعرفته منذ اللحظة الأولى التي رأيت فيها الـ”برومو”، لكن تريثت، وهناك أحد المخرجين في بيروت أُرسِل العمل إليه وقال إنّه مسروق، ومن يقرأ يفهم، كنت في باريس عندما كتبت النّص وأرسلته إلى مخرجين عديدين منهم المثنى صبح والليث حجو الذي قال عن العمل إنّه مليء بالصّدف وهذه نقطة ضعف، وقلت حينها إنّ الدّراما تُبنى على الصّدفات، وهذه العبارة وردت على لسان “أم بحر” في الحلقة الأولى، مضيفاً: “هناك فرق بين التّخاطر والتّطابق.. هناك طرق كثيرة ليصل النّصّ إلى كاتب آخر”، مضيفاً: “أنا على يقين بأنّي سأتّجه إلى القضاء، وليس هدفي إيقاف العمل، بل الإنذار.. أنا أريد حقّي.. قد يكون الكاتب أو المخرج مغدوراً ولا يعرف ذلك، وهنا لا يمكن الوصول إلى الحقيقة إلّا عبر القضاء”.

بدوره، عبّر الكاتب والمخرج رافي وهبي ـ على حسابه على الـ”فيسبوك”ـ عن سعادته بالعودة إلى الموسم الدّرامي بعد غياب، مبيناً: “يسعدني ويشرفني أن أعود هذا الموسم برفقة مجموعة من الشركاء اختبرنا العمل معاً للمرة الأولى في مسلسل “نظرة حب”، الذي تمّ تأليفه من خلال ورشة كتابة مع مجموعة شركاء سوريين ولبنانيين عملنا “أون لاين” على تطوير نصّ الحكاية وملف الشّخصيات وبناء الهيكل الدّرامي ومعالجة الأحداث وإعداد السّيناريو والحوار في جلسات مناقشة وعصف ذهني طويلة ومرهقة وشائكة وممتعة ومفيدة، وأغرب ما فيها أنّ معظم المشاركين لم يلتقوا أبداً ولم يعرفوا بعضهم إلّا من خلال “نظرة حب”، حيث اختبرنا لما يقارب الثّمانية أشهر صعوبة التّفكير الإبداعي الجماعي وتعقيدات الكتابة المشتركة، كذلك متعتها وأهمية البحث والمداولة ودورهما الفعّال في إغناء الصّيغة المقترحة وتنويع مستوياتها، حيث انصبّت جهود الجميع على تقديم عمل اجتماعي عاطفي مشوّق ترفيهي ومعاصر”، ولا نعرف هنا إن كان وهبي قصد الرّدّ على لاواديسا أم أنّه كتب المنشور لتسويق عمله فقط.

هل تحلّ يونان محل رحّال

لن نقف هنا عند بعض الانتقادات التي وجّهت إلى مسلسل “تاج” تأليف عمر أبو سعدة وإخراج سامر برقاوي، لكن سنقف عند المغنية فايا يونان التي تخوض مجال التّمثيل أوّل مرّة، وهي هنا تذكّرنا ببدايات المغنية نورا رحّال التي دخلت التّمثيل من باب الغناء، وأصبح المخرجون يطلبونها لأيّ عمل فيه شخصية مغنية، ولا نقارن هنا غنائياً أو تمثيلياً لكن ـ كما العادة ـ الشّيء بالشّيء يذكر.

والسّؤال هنا: “هل ستحلّ يونان مكان رحّال”، وهي التي انقسمت الآراء حول أدائها التّمثيلي كما الغنائي ـ ولن نتحدّث الآن عن الغناءـ، إذ عدّ البعض الفرصة والمساحة التي أخذتهما كبيرتان جدّاً عليها، ولا سيّما أنّها تشارك البطولة مع بسام كوسا وتيم حسن، في حين برر البعض ضعف أدائها بأنّ هذه تجربتها الأولى في التّمثيل، وبأنّ اختيارها مناسب لكونها لم تخضع لعمليات تجميل وهذا يناسب المرحلة التي تدور فيها أحداث العمل.

الانتظار المفيد

من المبكر جدّاً الحديث عن كثير من الأمور السّلبية والإيجابية منها، فعشر حلقات  من أصل ثلاثين لا تعني الكثير في الأداء والأحداث ومسير العمل ككلّ، لذلك لننتظر قليلاً قد نكون مخطئين بكثير من الأحكام وقد نكون مصيبين.