أسواق رمضان مصابة بالغلاء.. ألا يفترض المبدأ الاقتصادي والأخلاقي عكس ذلك؟!
دمشق – محرر المحليات
يبتسم الناس اليوم حين تسألهم عن عن حالهم هذا العام في شهر رمضان المبارك، ثم يشرحون سبب ابتسامتهم ببضع جمل ملخصين واقعا أصبح يعرفه الجميع؛ في ظروف الحالة الاقتصادية الصعبة نعيش كلّ يوم بيومه، محاولين تأمين الحد الأدنى من متطلبات عائلاتنا واحتياجات منازلنا، ويبدو أننا لن نخرج عن هذه الحالة في الشهر الفضيل إلا باتباع برنامج تقنين وترشيد اقتصادي يتناسب مع ضيق الأحوال المعيشية، وذلك بتغيير الكثير من الأنماط الاستهلاكية والاجتماعية التي اعتادت عليها عائلاتنا في سنوات سابقة.
في سوق البزورية، تبدو الحركة شبه طبيعية، والازدحام المألوف الذي تشهده أيام الشهر الفضيل، لكن بانتقائية شديدة في الشراء من معظم الزبائن، وفرجة لا تغني عن حسرة..
تشتري “أم طالب” كمية من عصير التمر هندي بسعر 15000 ل. س شاكية ضيق الحال وجشع التجار، وتقول: يبدو أننا لن نحظى هذا الشهر بالعصائر التي اعتدناها على موائدنا في السحور والإفطار، فحتى علبة ظروف العصير الصناعي (12 ظرف) يصل سعرها اليوم إلى 60.000 ليرة تقريبا، ويبدو أن الماء سيكون عوضنا الوحيد في ظل ارتفاع الأسعار وجنونها.
زبائن آخرون يعرضون أمامنا أسعار بعض السلع التي ازدادت أسعارها خلال عام واحد الضعف تقريبا، ويردد “أبو هاني” مستاء بعض أسعار المواد التي اشتراها، وكأنه حفظها عن ظهر قلب، ليشكو بها همه لاحقا، فيقول سعر كيلو السكر 14000، الرز 20000، زيت القلي 95 ألفا.
ورغم الجولات الرقابية من قبل حماية المستهلك، إلا ان الأسعار ما زالت على حالها رغم تراجع سعر الصرف قليلاً. وهناك من يقول أن المقاطعة الناجحة للمواد التي ترتفع اسعارها قد تساهم في التأثير على حركة السوق؛ وهناك رأي آخر يرى أن المقاطعة لا يمكن أن تحدث بحال من الأحوال لبضائع وسلع أساسية ويومية يحتاجها معظم الأفراد، وخاصة في بداية موسم رمضاني ينحو فيه الكثير من السوريين للتموين وشراء الأطعمة والمأكولات. لكن هنا، يبدو تساؤل أخير: لماذا ترتفع أسعار السلع في كل موسم رمضاني، ومع كل حركة أو نشاط تشهده الأسواق؟ ألا يفترض المبدأ الاقتصادي والأخلاقي عكس ذلك؟ أم أن لتجار الأزمات المستغلين حاجات الناس رأي آخر؟