لا ردود…!
وائل علي
من الواضح أن ماتتناوله الصحافة الالكترونية بعد غياب الورقيات من موضوعات صحفية تزخر بها وتتبدل على مدار الساعة يذهب أدراج الرياح متجاوزا فكرة تأريخ اللحظة التي تحدث عنها ألبير كامو…!!
ما يعني أن ما تتناوله الصحافة فقد ذاك البريق والتأثير، فلم تعد “صوت من لا صوت له”، وصارت أشبه بمن ينفخ في قربة مثقوبة لا يعني ولا يهم ولا يتوقف عنده أحد، ولا يقرؤه إلا من كتبه ودققه ونشره مع الأسف…!
ما نرمي إليه يعززه ويدلل عليه ندرة الردود والتوضيحات والتعليقات حول ما يثار وينشر، وقلة التفاعلات والاستجابات على أرض الواقع، وغياب صفحات الردود التي كان يفرد لها في عصر الصحافة الورقية وغير الورقية – ونعني الأثير والصورة – مساحات يومية واسعة من باب “حق الرد” الذي منحه القانون، فغابت الردود الرسمية إلا ماندر، وفي حالات ضيقة جدا، الأمر الذي يؤكد بشكل أو بآخر تلك اللامبالاة وعدم الاكتراث بالقضايا والمنشورات التي يثيرها الإعلام، اللهم تلك الموضوعات التي يغلب عليها التهليل والإطناب والمديح، ما شجع الاتجاه نحو الصفحات الزرقاء التي استطاعت سحب البساط إلى حد كبير من تحت أقدام الصحف والمواقع الالكترونية، وحصد الآلاف وربما أكثر من المتابعين والمتصفحين والمتفاعلين…!
وهذا بحد ذاته نراه مدعاة لإعادة النظر بآليات العمل الإعلامي، بما ينسجم ويتوافق مع المستجدات والمتطلبات، قبل أن نخسر المزيد…