تحقيقاتصحيفة البعث

رغم النظرة السلبية تجاه خريجيها.. كلية الطب البيطري تسجل نسبة قبول جيدة للإناث تقدر بـ 40%

حماة – نجوة عيدة

على الرغم من أهمية العمل في القطاع الزراعي وتربية الثروة الحيوانية، إلا أن ذلك لم يُحرك ساكناً في همم المعنيين بالأمر، ولا حتى المربين من أبناء القرى الذين ينظرون لهذين القطاعين كدرجة ثانية من ناحية التعليم، وامتهان الطب البيطري كمثال حيّ، حيث يفضّل الأكثرية دراسة أي اختصاص غير الطب البيطري رغم أهميته في الوقت الراهن وضرورة التركيز عليه.

اجتهاد بيطري 
ولكن رغم عدم الإقبال الكبير على الدراسة البيطرية بما يتوافق والوضع الراهن، تثبت كلية الطب البيطري في جامعة حماة أهمية وجودها من خلال أهدافها ونشاطاتها المختلفة، فهي تهتمّ بتقديم العلوم والمعارف بمجال أمراض الحيوان وصحة الغذاء المنتج من أصل حيواني وصحة البيئة والأمراض المشتركة بين الإنسان والحيوان.

العديد من أساتذة الكلية أبدوا امتعاضهم من النظرة المجتمعية للكلية، معتبرين أن معدل القبول فيها منخفض جداً إذا ما قورن بكمّ المعلومات التي يتلقاها الطالب، وكذلك الصفة عند تخرجه وهي الدكتوراه، متمنين أن يؤخذ هذا الجانب بعين الاهتمام كي يرقى الخريج لمستوى المهنة والاختصاص.

مهمة.. ولكن!
عميد الكلية، الدكتور عبد الكريم قلب اللوز، أكد في حديث لـ “البعث” أن الكلية مسؤولة عن تأهيل وإعداد الأطباء البيطريين وتساهم بحلّ مشكلات الثروة الحيوانية بالتعاون مع الوزارات المعنية، حيث تقوم بإنجاز الأبحاث العلمية في مجالات تقصي الأوبئة والأمراض ومشكلات الخصوبة عند الحيوان وتهتمّ بالأمراض المعدية المشتركة وتهدف لإنتاج أغذية خالية من الملوثات، إضافة لتقديم أبحاث متعلقة بتطوير الثروة الحيوانية والتحسين الوراثي وتحنيط الحيوانات لأهداف تعليمية.

خدمات مجانية
وبيّن قلب اللوز أن المشفى البيطري الموجود في الكلية يقدّم الخدمات الطبية المجانية بإشراف الأساتذة المختصين، إضافة لعيادة الحيوانات الصغيرة التي تشمل الكلاب والقطط المنزلية، مؤكداً أن المناهج التي يدرسها الطالب تغطي الأمراض الموجودة والطارئة والعابرة ومغطاة من قبل حملة إجازة الدكتوراه بالمجالات المختلفة، حيث يبلغ عدد أعضاء الهيئة التدريسية 60 عضواً.
وفيما يتعلق بعدد الطلاب ونظرة المجتمع لدراسة الطب البيطري، أوضح أن اهتمام الأهالي والطلاب يتغيّر كل عام، وهذا يظهر من خلال ارتفاع نسبة الإناث المقبلات على الدراسة البيطرية والتي وصلت إلى 40%، ورغم أن الدولة لا تلتزم بتوفير فرصة عمل لخريج البيطرة إلا أن مجالات العمل فيها كثيرة بعد التخرج على -حد تعبيره- كالعمل بالعيادات والمخابر البيطرية، منوهاً بأن المعدل الوسطي للسنة التدريسية الواحدة يبلغ 350 طالباً، في حين تمّ تخريج 265 طالباً وطالبة بنتيجة امتحانات العام الدراسي 2022- 2023 أما بالنسبة للدراسات العليا فقد بلغ مجموع الطلاب المسجلين لنيل درجة الماجستير في العلوم الطبية البيطرية 174 طالباً، منهم 70 طالباً مستجداً والبقية في السنة الثانية “السنة البحثية”، وقد تمّ منح درجة الماجستير لـ6 طلاب خلال العام الدراسي 2022-2023 وبلغ مجموع الطلاب المسجلين للحصول على درجة الدكتوراه في الكلية 19 طالباً.

مخابر حديثة
وبيّن عميد الكلية أنها تمتلك مخابر متطورة ومزوّدة بأجهزة علمية حديثة لخدمة العملية التدريسية والبحث العلمي، ويبلغ عددها 28 مخبراً مجهزة بأحدث التقنيات ومعدة لأغراض تدريسية وبحثية وبناء الكفاءات العلمية، وأفاد عميد الكلية بأن حاجات المخابر من الأجهزة ومتطلبات العملية التعليمية وأعمال الصيانة يتمّ تأمينها من خلال طلبات شراء بالتعاون مع رئاسة الجامعة، وعلاوة على ذلك تحتوي “البيطرة” على مخابر بحثية متميزة إضافة للمخابر التعليمية التي أنشئت بالتعاون مع منظمة الأغذية والزراعة الدولية (الفاو) لتكون مركزاً لتقصي الأمراض التي تصيب الحيوان، ومخبر الكيمياء الحديثة والبيولوجية الجزيئية ومخابر بحوث التغذية والتحاليل التي أعدّت بالتعاون مع وكالة “جايكا” اليابانية، في حين يهتمّ مخبر التلقيح الاصطناعي ونقل الأجنة بعمليات جمع ومداولة وتقييم السائل المنوي.

رحلات إنتاجية
واستذكر قلب اللوز المعسكرات الإنتاجية التي كانت تقوم بها الكلية قبل الحرب الإرهابية إلى جميع المحافظات، حيث كانت تقدم خلالها خدمات مجانية في مجال تربية الحيوان والمجترات والأسماك والدواجن بشكل مجاني، إضافة للرحلات العلمية خلال الفصل الدراسي لريف حماة، حيث يقوم الطلاب بإشراف أساتذتهم المختصين بمعالجة الحالات المرضية والقيام بالعمليات الجراحية بتلك المناطق وبشكل مجاني.

واعتبر العميد أن كلية الطب البيطري من الكليات النشيطة في مجال البحث العلمي سواء لأعضاء الهيئة التعليمية أو من خلال الإشراف على الأبحاث العلمية لطلاب الدراسات العليا المسجلين لنيل درجتي الماجستير أو الدكتوراه في العلوم الطبية البيطرية، حيث تلبي هذه الأبحاث حاجات ومتطلبات القطاعين العام والخاص وتحقيق شعار ربط الجامعة بالمجتمع.