منتخبنا ينجح في اختبار الثقة بعد العثرة الأولى
ناصر النجار
انشغل الشارع الكروي أمس بقضية المحترف محمود داهود، والتي تصدّرت منصات التواصل الاجتماعي بين تخمينات من هنا وتسريبات من هناك، ليغادر بعثة منتخبنا متوجهاً إلى ألمانيا دون أن ينضمّ للمنتخب لاعتبارات عديدة، ونعتقد أن كلام إدارة المنتخب بأنه فوق الجميع كان مناسباً وكان الردّ الأبلغ على ما حدث من تشويش وسوء تقدير.
وكشفت المشكلة الكثير من الأمراض الخفية التي يتمسّك بها البعض لينفث سمومه ضد المنتخب دون التحقق من لبّ المشكلة، والهدف دوماً عرقلة عمل المنتخب والاتحاد والتشويش على كل ما يحدث.
لا شكّ أن التعادل مع ميانمار في المباراة الأولى فتح الجروح وكشف الكثير من العيوب في المنتخب وهذا أمر طبيعي، فمنتخبنا لم يصل درجة الكمال ولا بدّ له من وقفة ومراجعة للحسابات بعد كل مباراة وبعد كل قصة تردنا هنا وهناك، والمنتخب الحالي أكثر منتخب نبني عليه آمالاً كبيرة، لكنه بالوقت ذاته أكثر منتخب جدلي، فكل يوم عندنا قصة جديدة ومعلومة جديدة، وربما هي مرحلة التحول من السكون والعدم إلى إثبات الوجود هي التي فرضت على منتخبنا مثل هذه القصص والمشكلات الظاهرة والخفية.
في المنطق، نحن مع المنتخب ونبارك جهود القائمين عليه ومحاولاتهم المستمرة لاستقدام لاعبين من طينة الكبار، ولكن هناك خطوات ناقصة وأشياء لا نودّ التطرق إليها في الوقت الحالي تنقص كرتنا، لذلك فشلت صفقة محمود داهود، وقد تفشل خطوات أخرى لكن يجب الاستمرار والنظر دوماً إلى الأمام فمثل هذه العقبات تحدث دائماً.
في اللقاء مع ميانمار، أصلحنا الخطأ الذي حدث في المباراة الأولى وفزنا بسباعية، الشوط الأول لم يكن جيداً سجلنا فيه هدفاً وأضعنا عشرة أهداف من فرص محققة، وفي الشوط الثاني سجلنا نصف دزينة من الأهداف، والمباراة كانت لمنتخبنا بالشكل والمضمون، والحظ وقف إلى جانبنا بعد أن لعبت ميانمار بعشرة لاعبين طوال الشوط الثاني، حتى ركلة الجزاء التي أضاعها الخريبين أعاد الحكم تنفيذها مرة أخرى.
انتهت أيام الفيفا الحالية وموعدنا في شهر حزيران المقبل وحتى وقتها نكون قد عرفنا مصير منتخب كوريا الديمقراطية، لكن الأهم أن تتمّ دراسة ذلك المنتخب بشكل جديّ وأن تتمّ إعادة دراسة واقع اللاعبين، فهناك لاعبون لا يستحقون أن يبقوا في المنتخب وهذا الأمر مفتروض أن يقوم به القائمون على المنتخب لأن المباريات القادمة أصعب بكثير من سابقاتها، التأهل صار اليوم قريباً والآمال عادت ولا بدّ من تحقيق ذلك لأنه بداية طريق العبور إلى كأس العالم.