أغلبها مجانية.. مواقع مختصة بالزواج ونتاجها في أروقة المحاكم
دمشق- ميس بركات
لم تقتصر مخلّفات الحرب على تدني المستوى المعيشي وضعف القدرة الشرائية وغيرها من الصعوبات التي يعاركها المواطن يومياً، بل وصلت آثارها إلى أدقّ التفاصيل اليومية والتي يأتي في قائمتها الزواج ولجوء الكثيرين للزواج بأساليب متعددة، ولاسيّما مع اضطرار الغالبية العظمى من الشباب لمغادرة البلد وصعوبة تواجدهم عند عقد الزواج واضطرار ذويهم لتزويجهم بعقود مبنية على أساس وكالات معيّنة، إلّا أن هذه الأنواع من العقود أخذت أشكالاً أخرى غير شرعية، بلجوء بعض المراهقين بتزويج أنفسهم عبر “المسنجر” بكلمة “زوجتك نفسي” والاستمرار بالعلاقة على أساس زوجين، ليؤكد المحامي معاذ العجلوني في تصريح لـ”البعث” تزايد نسبة الزواج عن طريق الانترنت بشكل مهول نتيجة الثورة الرقمية التي اجتاحت العالم وأثرت على مفاصل حياتنا وأسلوب معيشتنا، وكان لها جلّ الأثر فيما يخصّ العلاقات الاجتماعية وخاصة العلاقات العاطفية والزواج، لافتاً إلى أن الأمر أصبح مع مرور السنوات أكثر انتشاراً وتنظيماً وبدأ يأخذ شكل المواقع المختصة للزواج، وأغلب تلك المواقع مجانية لتسهيل زيادة عدد مرتادي هذه المواقع، مؤكداً أن البعض منها يكون كستار لتغطية “الدعارة”، ولفت عجلوني إلى وصول الكثير من هذه الحالات إلى المحاكم حيث طلب المعنيون بها تثبيت تلك الواقعة وطالبين استصدار وثيقة شرعية وقانونية تثبت الزواج، وأكد عجلوني أن القضاء ملزم بتثبيت تلك الواقعة ولو أنها مخالفة لشكليات القانون طالما أن العقد حقق أركانه ولم يشوبه البطلان.
وحول الزواج المخالف الذي يعاقب عليه القانون، لفت المحامي إلى أن الزواج الذي يحصل خارج المحكمة والمعاقَب عليه هو فقط الزواج الباطل والذي يخالف قانون الأحوال الشخصية والشّريعة الإسلامية فقط، (من يعقد زواجاً خارج المحكمة يعاقب على ذلك المتعاقدون ومن عقد بينهما والشهود وممثلو المتعاقدين في حال وجدوا)، أما بالنسبة للزواج الصحيح السليم وفق الأصول ونصوص القانون فلا عقاب عليه.