نبيلة عبيد وإمارات رزق وأشياء أخرى
نجوى صليبه
قديم بحلّة جديدة
في عام 1972 أخرج حسين كمال فيلماً يعدّ واحداً من كلاسيكيات السّينما المصرية هو “إمبراطورية ميم”، للكاتب إحسان عبد القدوس، ويحكي قصّة أرملة تدعى “منى- فاتن حمامة” تعمل مديرةً في وزارة التّربية والتّعليم، وتعيش مع أولادها السّتة بمراحل التّعليم المختلفة وتعاني مشكلاتهم المختلفة، ثم تتعرّف على رجل الأعمال الكبير “أحمد رأفت” الذي يعجب فيها ويعرض عليها الزّواج، وهنا تقع بين خيارين الأولاد أم الزّواج، ولاسيّما بعد انقسام أولادها بين مؤيّد ومعارض للفكرة، ثمّ يقررون إجراء انتخابات والبتّ بأيّ موضوع يخصّ العائلة، واليوم تعرض الشّاشات المصرية القصّة ذاتها تحت العنوان ذاته، لكن هذه المرّة عبر مسلسل سينمائي لا فيلم سينمائي، وبتوقيع المخرج محمد سلامة، أمّا الاختلاف الجذري هنا فهو اعتماد المخرج على الأب بدل الأم، ليوكل المهمة الصّعبة إلى الممثل خالد النّبوي بدور “مختار” الذي يجد نفسه مسؤولاً عن أولاده السّتة، عقب وفاة زوجته، وعليه مواكبة تفكيرهم وعصرهم، وفي الوقت ذاته يختار بين من تعلّق بها قلبه، وحياة أولاده والإغراءات التي تحاصره من الاتّجاهات كلّها.
ويذكّرنا مسلسل “ولاد بديعة”، إخراج رشا شربتجي وتأليف علي وجيه ويامن الحجلي، بـ”توت توت” فيلم دراما مصري من إنتاج عام 1993 للمخرج عاطف سالم وبطولة نبيلة عبيد وسعيد صالح “محروس”، وفيه تؤدّي عبيد شخصية “كريمة” الفتاة المعوقة ذهنياً التي تعيش في حي شعبية، يعطف سكّانه عليها، إلى أن يأتي اليوم الذي يستغلها فيه رجل غني وثري وصاحب سلطة “محروس- سعيد صالح” ويأخذها إلى منزله ويعتدي عليها ثمّ يرميها إلى الشّارع، وتغيب عن الحي مدّة طويلة، لنشاهد لاحقاً أنّها حامل وتنجب طفلاً في أحد البيوت القديمة والمهجورة، ثمّ يعثر عليها أحد أبناء الحي ويعيدها وتعيش بينهم إلى أن يأتي اليوم الذي يحضر فيه “محروس” للاطّلاع على أمور الحي ظاهرياً، أمّا الهدف الأساس فهو كسب الأصوات من أجل الانتخابات، وهنا تحصل الكارثة بالنّسبة إليه، إذ تهجم “كريمة” عليه وتضربه، طبعاً ولا نقول إنّ الفكرة مسروقة، بل نقول هناك أفكار قديمة يمكن طرحها بطرق مختلفة، لكن نقول التّشابه هنا في الاعتداء على معوقة ذهنياً والإنجاب منها، وفي الحالتين كان المعتدي رجلاً يُحسب على العقلاء والطّبقة الرّاقية، ولن نتحدّث هنا بالتّفصيل عن الأداء لأنّ كلتا الممثلتين ومن دون تشبيه أو مقارنة أدّتا الدّور بتفرّد وتميّز شخصيتيهما.
في الدّعم
جميل جدّاً أن يتّفق الفنّانون المتزوجون على الانفصال من دون مشكلات و”شوشرات” ومحاكم، وجميل جدّاً أن يبقى الاحترام سيّد المرحلة اللاحقة لعلاقاتهم على اعتبار أنّ غالبية حالات الانفصال كان الأطفال طرفاً ثالثاً فيها، لكن الأجمل هو أن يدعم الأزواج بعضهم البعض في النّجاحات والمآسي، وهذا ما لاحظناه في الموسم الدّرامي الحالي، وسنذكر على سبيل المثال لا الحصر الفنّانان المنفصلان حسام جنيد وإمارات زرق التي تشارك في مسلسل “ولاد بديعة” وتؤدّي شخصية “بديعة” وهي فتاة فقيرة ومسكينة ومعدومة ولا تستطيع الكلام أبداً باستثناء عبارة “ياكريم”، لكنّها تقول كلّ شيء بوجهها، وهذا ما دفع الكثيرين إلى الإشادة بأدائها المميز والمتقن، ومن بينهم طبعاً زوجها السّابق جنيد الذي قال كتب على حسابه على الـ”فيسبوك” منشوراً دعم فيه إمارات قال فيه: “شو بدي أحكي عن إبداعك ولا عن تمثيلك.. أم الوطن مبروك الترند الأول والتوب1″، لترد عليه عبر الـ”أنستغرام” بمقطع مصوّر فيه مشاهد من المسلسل، أما الصّوت فكان أغنية جنيد “حاج يا دنيا ذل”.
طبعاً لا بدّ من ذكر الدّعم والمديح الذي قدّمته المخرجة شربتجي عبر حسابها على الـ”فيسبوك” للفنّانة رزق، موضّحة سبب اختيارها بالقول إنّها كانت تعلم أنّ اختيارها في مكانه وأن إمارات ستقدّم الدّور بطريقة ممتازة، إذ لم يكن لديها مشكلة في تقديم دور الأم، لأنّها لم تهتم بإظهار جمالها الطّبيعي، بقدر اهتمامها بإحساسها الدّاخلي لتقنع النّاس بشخصيتها، مضيفةً: “لديّ إيمان بالموهبة الفطرية الموجودة عندها، وبقدرتها على أداء الدور بطريقة صحيحة.. إمارات نجمة مهمة من زمان وكل مرة بتثبت أكتر أنو هي كرت رابح بأي عمل، شكراً لوجودك، كنتي بديعة بحق وحقيق”.
ونعود هنا إلى “إمبراطورية ميم” المسلسل، والدّعم والمديح الذي قالته الفنّانة إلهام شاهين عندما علّقت على أداء ابنة شقيقتها الممثلة إلهام صفي الدّين التي تؤدّي دور “مايا”، بعد حلاقة شعرها أمام الكاميرا، إذ قالت إنّها أوجعت قلبها وبكت معها وعليها، وإنّها لم تصدّق ما فعلته، مضيفةً: “إلهام الصّغيرة نفس جنان إلهام الكبيرة بالفنّ”، ومبيّنة أنّ صفي الدّين قد تفعل أي شيء لتنتصر للشّخصية التي تعيشها بكلّ صدق”.
كما نقلت شاهين عبر منشورها على الـ”فيسبوك” آراء بعض الجمهور المصري حول العمل بقولها إنّ النّاس تقدّم التّهاني إليها، وتبارك بنجاح ابنة شقيقتها والعمل ككل، موضّحة: “المسلسل جمع الأسرة كلّها حول الشّاشة، فيه كلّ مشكلات الأسر المصرية مع أولادها”.