في روسيا وسورية . . أداة الإرهاب واحدة
طلال ياسر الزعبي
مرة أخرى يضرب الإرهاب العاصمة الروسية موسكو، ولكنه هذه المرة جاء ليفصح عن امور جديدة في الصراع الدائر ليس بين روسيا والغرب الجماعي فحسب، بل بين محورين متصارعين حول العالم ، محور ينادي بنظام عالمي جديد متعدد الأقطاب بعيد عن الهيمنة واستغلال ثروات الشعوب، وهو المحور الصاعد الذي يضم أغلب شعوب العالم التي عانت الاستغلال والظلم والاستعمار الغربي البغيض، والمحور الغربي المتهالك الذي يلفظ أنفاسه الأخيرة وتقوده الولايات المتحدة التي تحاول جاهدة الإبقاء على هيبتها المتٱكلة في كل العالم.
ولكن ما الذي جعل الولايات المتحدة تشغل أذرعها الإرهابية بهذه الطريقة المفضوحة والغبية؟ ولماذا هذا الإصرار على الإخراج الدموي في هذا التوقيت بالذات؟.
من الخبرة السورية المتراكمة في محاربة الإرهاب خلال السنوات الماضية، أدركت سورية جيدا أنها كلما أمعنت في إفشال المشروع الصهيوني في المنطقة، لجأت واشنطن وتوابعها إلى توظيف الإرهاب للنيل من صمودها، وهذا بالضبط ما أشار إليه السيد الرئيس بشار الأسد في تعزيته للرئيس الروسي فلاديمير بوتين هاتفيا، والشعب الروسي الصديق، فالزعيمان يشتركان معا في مواجهة المشاريع الغربية الرامية إلى نزع سيادة كل من سورية وروسيا وتحجيم دورهما على الساحة الدولية في فضح مؤامرات الغرب الجماعي الصهيوني، وهو المعادل الموضوعي للنازية التي ارتكبت ولا تزال ترتكب المجازر حول العالم.
وبناء على ذلك، تصبح المعادلة واضحة، وهي ان الغرب الجماعي كلما شعر بانسداد الافق أمامه وبعجزه عن تحقيق أهدافه على الارض، لجأ إلى توظيف أدواته الإرهابية، وليس غريبا أن يتم استهداف روسيا مباشرة بالإرهاب الذي استهدف سورية سابقا، وذلك على خلفية نصرها الناجز على الغرب في حربه بالوكالة عليها عبر اوكرانيا، وخاصة بعد أن ألحقت هزيمة منكرة بنظام الدمية فلاديمير زيلنسكي النازي، وزادت على ذلك بإنجاز انتخابات رئاسية أثبتت للعالم أجمع أن الشعب الروسي بأغلبيته الساحقة يقف خلف قيادته التي تقود العالم بقواه الحرة نحو بناء نظام عالمي جديد متعدد الأقطاب لا يكون للأقلية الغربية فيه القدرة على الهيمنة على العالم، بل تكون حظوظ الجميع متساوية في التنمية والعدالة، وهذا بالضبط ما يغيظ الغرب الجماعي وعلى راسه الولايات المتحدة.
وفي جميع الأحوال، تدرك القيادتان السورية والروسية أن هذا الإرهاب لا يعمل وحيدا بمعزل عن المشغل الذي يخطط ويدعم لوجستيا من أجهزة الاستخبارات الغربية، وبالتالي فإن الرد الأساسي يجب أن يكون في إفشال المخطط الغربي ومنعه من تحقيق أهدافه، وزيادة الوعي الشعبي في كل من البلدين لمنع هذا المخطط من تحقيق غايته في تفتيت الدولتين وشرذمتهما، وتوجيه البوصلة نحو قطع دابر الغرب النازي والصهيوني الذي يعد الأب الروحي للإرهاب، حتى لو تم إلباس هذا الإرهاب لبوسا محليا.