أدب الغرب ما بين التراجيديا والكوميديا
حمص ـ عبد الحكيم مرزوق
يعدّ كتاب “أدب الغرب ما بين التراجيديا والكوميديا” للدكتور أسامة أديب المتني من الكتب المهمة الصادرة عن دار الإرشاد، بحمص.
ويقول المتني في تقديمه للكتاب: “من بيادر فنون الغرب الأدبية انتقيت موضوع كتيبي هذا؛ الذي يحتضن بين دفتيه أعمالاً من التراجيديا والكوميديا؛ حتى تفيض من معرفة القارئ، ونزيد من غزارة الاطلاع لديه على أدب الشعوب في الشطر الآخر من الكون – عاداتهم، وتقاليدهم، وحياتهم ـ ولندّخر لأجيالنا كنوزاً ثمينة ليتكئوا عليها في دراساتهم المستقبلية.
ويتضمن الكتاب ثلاثة وأربعين عملاً ما بين الملهاة والمأساة، اعتمد فيها المؤلف على السرد بلغة قريبة من لغة الحياة المعاصرة، قاطعاً المسافات التي تفصل الشرق عن الغرب عبر سطوره وكلماته، وبما يحمل القارئ إلى إكمال ما قرأه، متوشحاً بثوب السكينة والسعادة.
وقسّم المتني كتابه إلى سبعة فصول وخصص الأول للتراث الإغريقي وتناول فيه مبحثين: الأول للأساطير؛ متناولاً أسطورة الصدى والنرجس، والثاني للملاحم، حيث قدم تعريفاً بـ هوميروس، وعرض للإلياذة والأوديسة، وعرض في الفصل الثاني للمسرحية، حيث قدّم فيه تعريف المسرحية، ونبذة مختصرة عن نشأتها، واتجاهين من اتجاهاتها وهما التراجيديا والكوميديا، ثمّ قدم بعد ذلك للتراجيديا وأعلامها، وبعدها تناول أعمال أسخيليوس: “الفرس” و”سبعة ضد طيبة” و”بروميثيوس المقيد”، ثمّ انتقل إلى الحديث عن سوفوكليس وأعماله، ومنها “إلكترا” و”إياس” و”أوديب الملك” و”أنتيغونا”، وعرض أعمال يوربيدوس، ومنها “ميديا” و”هيبوليت” بعد تقديم لمحة عن حياته.
أما الفصل الثالث من الكتاب، فخصصه المتني للكوميديا عند الإغريق، إذ قدم فيه مبحثين: الأول حول أعمال أريستوفان: “كوميديا الغيوم” و”الضفادع”، والمبحث الثاني خصّص للأدب اللاتيني، وعرضت فيه أبرز أعمال فرجيل: “الإنيادة”، وعرضت أعمال “أوفيد” ومنها “قصيدة تغيرات”، بينما خصص الفصل الرابع لأدب العصور الوسطى، ومهّد فيه بالحديث عن ذلك العصر وعرض أهم عملين من أعمال دانتي، وهما “الكوميديا الإلهية” و”مأساة بياتريتشي”، ووسم الخامس بأدب عصر النهضة فكان واسطة العقد بين الفصول، فقد عرض فيه أروع أعمال شكسبير وجون ميلتون وميخائيل ثرفانتس، وقدم لمحة موجزة عن حياة كل كاتب.
وفي الفصل السادس، تحدث المتني عن الأدب الفرنسي في القرن السابع عشر، وعرض فيه أبرز أعمال كتّابه مع لمحة عن حياتهم، وفي مقدمتهم بيير كورني، ومن أعماله “السيد” و”هوراس”، ثم عرض لأعمال موليير ومنها “البخيل”، وبعدها قدم أعمال جان راسين، ومنها “أندرو ماك” و”فيدر”، بينما تحدث في الفصل السابع عن الأدب الروسي وهو من أوسع الفصول وأغناها؛ فقد حمل نفحات الشرق في طياته، وعرض بتمهيد عن ذلك الأدب، وبعد ذلك قدمت أهم أدبائه وهم بوشكين، ومن أعماله “روسلان ولودبيل” و”الغجر” و”ناظر المحطة”.