من موسكو إلى دمشق.. الإرهاب عملة واحدة
تقرير إخباري
جريمة أخرى تضاف إلى سجل “إسرائيل” الإجرامي الطويل في فلسطين المحتلة ولبنان وسورية، تمّت بالهجوم على القنصلية الإيرانية في دمشق، الذي يعدّ تصعيداً خطيراً يشي بأن “إسرائيل” تجاوزت الخطوط الحمراء هذه المرة باستهداف مقر دبلوماسي لدولة على أرض دولة أخرى، وهو انتهاك صارخ للقوانين الدبلوماسية الدولية، وقواعد الحصانة الدبلوماسية.
وكما جرت العادة سوف تمرّ هذه الجريمة دون حساب أو عقاب ما دام الدعم الأمريكي لـ”إسرائيل” غير المحدود ولا المشروط يجعلها على الدوام بمنأى عن المحاسبة والمساءلة.
وبالتزامن مع الإدانات العربية والأجنبية، سارعت واشنطن إلى الإعلان أنه لم يكن لها أي دور في هذا الهجوم، وفق ما نقل موقع “اكسيوس” الإخباري عن مسؤول أمريكي، على الرغم من أن الشريط الإخباري لإحدى القنوات أفاد فور وقوع الهجوم بأن واشنطن كانت على علم بأن “إسرائيل” سوف تستهدف السفارة الإيرانية في دمشق.
وحسب مراقبين، يبدو أن البيت الأبيض يريد تهدئة الأوضاع في الشرق الأوسط خصوصاً قبيل حلول موعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية، ولا سيما أن العدوان الوحشي الإسرائيلي المتواصل على غزة وسياسة واشنطن الداعمة له، يمكن أن تهدّد فرص بقاء جو بايدن في المكتب البيضاوي، حيث إن العدوان على غزة لطّخ صورة الولايات المتحدة حول العالم.
وأفاد موقع “ميديا بارت” الفرنسي بأن هذه الضربة هي أعلى درجة يصل إليها جيش الاحتلال الإسرائيلي على الإطلاق في سلم التصعيد بين طهران وتل أبيب. فالصواريخ الستة التي أطلقتها مقاتلات إسرائيلية في وضح النهار، على القنصلية الإيرانية في منطقة المزة لم تدمّر هذا المبنى بالكامل فحسب، بل أيضاً، حسب الصحافة الإيرانية، استهدفت سبعة من ضباط فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني. وأشار الموقع إلى أن الهجوم جاء في أعقاب هجمات أخرى كثيرة، ويوضح أن هذه المرة المخاطر أعلى، حيث إن القنصلية الإيرانية تتمتع بالحماية الدبلوماسية والحرمة، كما يتمتع موظفوها بالحصانة، لذلك كانت الأراضي الإيرانية هي التي تأثرت بطريقة مباشرة.
ويعتقد مسؤولون إيرانيون أن الهجمات الإسرائيلية فخّ نصبته “إسرائيل” لجرّ إيران إلى الحرب، ويمكن أن يؤدّي بعد ذلك إلى مواجهة مع الولايات المتحدة، وخطر المواجهة هذا تخشاه أيضاً الولايات المتحدة، التي أعلنت بسرعة كبيرة أنها لم تكن متورّطة في الهجوم على القنصلية، حسب الموقع الفرنسي.
في جميع الأحوال، لا يختلف اثنان على أن يد الإرهاب واحدة في موسكو ودمشق، وفي كل مكان في هذا العالم، وإرهاب تنظيم “داعش” هو نفسه إرهاب “إسرائيل” الذي تمارسه على الشعب الفلسطيني منذ أكثر من سبعين عاماً، كما تمارسه على سورية وإيران ولبنان، دون أن يحرّك ما يسمّى “المجتمع الدولي” ساكناً، وهما وجهان لعملة واحدة، وإيران غير عاجزة عن اجتراح الردّ المناسب في الوقت المناسب.
هيفاء علي