دراساتصحيفة البعث

“داعش” إلى روسيا دُر..

سمر سامي السمارة
يبدو أن الولايات المتحدة الأمريكية لديها المزيد من الهجمات الإرهابية في طور الإعداد، لذا تعمل وسائل إعلامها الآن على تهيئة الرأي العام العالمي لظهور المزيد من الإرهاب تحت الغطاء الأمريكي لـ”داعش-خراسان”.
فكما سارع تنظيم الدولة الإسلامية إلى إعلان مسؤوليته عن الهجوم الذي وقع يوم الجمعة الماضي في قاعة الحفلات الموسيقية “كروكوس سيتي هول” في ضواحي موسكو، كذلك سارع المسؤولون الأمريكيون في مكافحة الإرهاب، في الإعراب عن اعتقادهم بأن تنظيم “داعش خراسان”، هو الذي جنّد المسلحين الأربعة الذين أطلقوا النار من أسلحة أوتوماتيكية على رواد الحفل قبل إشعال النار في المبنى، وحذروا من احتمال حدوث المزيد من الهجمات.
يُظهر واقع الحال، أن أجهزة الأمن الأميركية والغربية، لا تتراجع عندما يتم الكشف عن محاولاتها تغطية الأمور والمنظمات التي تستخدمها كواجهة، عن مضاعفة الرهان عليها لاستمرار تشغيلها.
فمع تزايد شكوك روسيا والعالم بأن “داعش خراسان” هو المرتكب الحقيقي للهجوم الدموي على قاعة مدينة كروكوس، يرى مراقبون أن وكالة الاستخبارات المركزية ستقوم بتنظيم إرهاب جديد داخل وخارج روسيا “لإثبات” أن “داعش خراسان” “هو جانٍ حقيقي” خارج سيطرة الولايات المتحدة.
وفي الوقت نفسه، أطلقت وكالة الاستخبارات المركزية العنان لأكبر وسائل الإعلام الأمريكية الرئيسية مثل صحيفة واشنطن بوست، وصحيفة وول ستريت جورنال للسخرية من روسيا ووصفها بعدم القدرة على التصدّي للهجمات.
أمّا أليستر كروك، الضابط السابق في الاستخبارات البريطانية، فقد رأى أن “داعش- خراسان” هو اختراع أمريكي، وهو مجرّد منظمة تستخدمها الولايات المتحدة كواجهة.
فالولايات المتحدة هي التي أوجدت حركة طالبان، وتنظيم القاعدة، وجبهة النصرة، وغيرها من الجماعات المتطرّفة، وأنشأت تنظيم داعش-خراسان لمهاجمة أعداء الولايات المتحدة، فبالنسبة للولايات المتحدة، يعدّ الإرهاب أمراً جيداً ما دام يضرب أعداء الولايات المتحدة ولا يعود إليها نفسها.
يتابع كروك: في البداية، كان من الصعب علينا أن نفهم أن الولايات المتحدة متورّطة حقاً في مثل هذا التطرّف العنيف والإرهاب، ولكن المسار الذي تسلكه الولايات المتحدة يؤكّد تورّطها.
دعمت الولايات المتحدة النازيين واستخدمتهم للسيطرة على أوكرانيا في عام 2014، وقد تم توثيق ذلك بشكل علني في وسائل الإعلام الغربية في ذلك الوقت، على الرغم من تعرّض هذه الوسائل للرقابة لاحقاً، كما سمحت الولايات المتحدة لمدة 4 سنوات، لـ”خلافة” داعش في سورية والعراق، بتصدير كميات هائلة من النفط عبر قوافل صهاريج النقل الواضحة للعيان، من المناطق التي يسيطر عليها التنظيم إلى تركيا لتمويل داعش أثناء الحرب على سورية، حتى إن وكالة الاستخبارات المركزية دبّرت قصة ملفّقة في إحدى وسائل الإعلام الأمريكية الكبرى حول “صعوبة” وقف صادرات “داعش” الهائلة من النفط، وهي معلومات مضللة تماماً من وكالة الاستخبارات المركزية لتبرئة الولايات المتحدة من دعمها لداعش.
فقط عندما دخلت روسيا إلى سورية، تم قصف صادرات داعش النفطية الصناعية، وفي غضون أسابيع قليلة، أوقفت روسيا تصدير داعش للنفط، وهو ما سمحت الولايات المتحدة لداعش بالقيام به مدة 4 سنوات. تم بيع نفط “داعش” في تركيا، ما يشير أيضاً إلى أن الولايات المتحدة كان لها دور في توزيع المزيد من النفط لتمويل توسّع داعش الدموي.
وفي الوقت نفسه، وافقت الولايات المتحدة على دعم تنظيم القاعدة في سورية، فقط باستخدام الاسم الجديد وهو جبهة “النصرة”.
على مدى سنوات، استخدمت الولايات المتحدة أوكرانيا لإيواء كبار قادة “داعش” ومنحتهم جوازات سفر أوكرانية حقيقية بهويات مزوّرة، حتى مع استمرارهم في توجيه إرهابهم الدولي من الأراضي الأوكرانية وتحت أعين جهاز الأمن الأوكراني.
ووفقاً لوسائل الإعلام الأمريكية، تم إنشاء جهاز الأمن الأوكراني من الصفر على يد وكالة الاستخبارات المركزية، فقد زعمت أنه كان لدى جهاز الأمن الأوكراني السابق، قبل الانقلاب النازي في عام 2014 اتصالات كثيرة مع روسيا. وعلى هذا عيّنت الولايات المتحدة رئيس المخابرات الأوكرانية الحالي بودانوف رئيساً لوحدة إدارة الأمن الأوكرانية الجديدة وقادته إلى بناء وحدة إدارة الأمن الأوكرانية الجديدة، الحالية الآن، وتزويدها بالموظفين من الصفر.
لذا من المؤكد أن جميع الأجهزة الأمنية الغربية متورّطة في حلقة الإرهاب هذه التي يشارك فيها النازيون والإرهابيون الداعشيون على حد سواء.