مفكرون ومثقفون: التحديات المصيرية أغنت تجربة الحزب ومتفائلون بالمستقبل
السويداء ـ رفعت الديك
أكد مجموعة من المفكرين والمثقفين في محافظة السويداء أن السابع من نيسان هو واحد من الأيام الخالدة في التاريخ الحديث لأمتنا العربية حيث ولد البعث كأول حركة سياسية جماهيرية استقرأت الواقع العربي وعبرت عن طموحات وآمال الجماهير العربية الكادحة في التخلص من الاستعمار ورفض التجزئة والتطلع إلى تحقيق الوحدة العربية، مشيرين إلى التجدد الدائم في فكر وعقيدة البعث والقدرة على مواكبة التطورات، فالبعث يعبّر عن نبض الجماهير ويسير نحو الأمام في مواجهة الأخطار والتحديات التي أفرزتها الحرب العدوانية على وطننا.
الرفيق أنور الحسنية رئيس مكتب الثقافة والإعداد في فرع الحزب قال إن البعث يؤكد في ذكرى التأسيس قدرته على التجدد والتطور والبناء سواء البناء الذاتي فيما يتعلق ببنيته الفكرية التنظيمية أم في الإطار الوطني وعلاقته بالمجتمع، والقوة الكبيرة في الحزب عبر مسيرته كانت في قدرته على نقد تجربته سواء إيجاباً أم سلباً، وتالياً البناء على نقاط القوة في هذه التجربة والعمل على تجاوز نقاط الضعف.
وعبّر الحسنية عن تفاؤله بمستقبل الحزب من خلال صيغ العمل الجديده خاصة الانتخابات الحزبية الأخيرة بأن يكون هناك معطيات وتحولات جديدة في حياة الحزب والوطن والمجتمع، وتالياً توظيف هذه التحولات في مواجهة مختلف التحديات سواء التي تواجه الحزب أم التي تواجه الوطن بشكل عام وأهمها التحديات الاقتصادية والوضع المعيشي الضاغط وخلق واقع جديد في المرحلة القادمة.
بدورها، بيّنت مديرة الثقافة ليلى أبو فخر أنه لا يمكن التحدث عن المستقبل من دون الرجوع إلى الماضي، والأكيد أن عقوداً من النضال في حياة الحزب حملت له الكثير من التحديات المصيرية التي أغنت تجربته وصنعت فكره، حيث أكد من خلال تطويره لنفسه أن قوته تكمن في فكره التنظيمي الذي قاده إلى منظمات تاريخية لا يجرؤ أي حزب ـ إلا إذا كان مسلحاً بالوعي وملازماً لجماهيره ـ على الخوض فيها، فكانت ثورة الثامن من آذار عام 1963 والحركة التصحيحية عام 1970 بقيادة القائد المؤسس حافظ الأسد.
وأشارت أبو فخر إلى أنّ صمود البعث في الحرب الإرهابية الكونية على قطرنا وقيادته لهذه المرحلة الخطرة، هو خير دليل على تماسكه وقدرته على التعامل مع المستجدات والتحديات، مضيفةً: “ولكي لا يكون كلامنا رومانسياً أو غير مستند إلى منطق وأفعال لننظر إلى الاستحقاقات الداخلية التنظيمية في حياة الحزب في الآونة الأخيرة، والتي تؤكد أنّ حزبنا حزب يدرس الواقع دراسة علمية، وبكل مسؤولية يقول: “أصبنا هنا وأخطأنا هناك وهذه هي الحلول”، ولهذا يكون التفاؤل واجباً تجاه انتمائنا منطقياً تجاه ما أنجز وما هو قيد الإنجاز في المجال الفكري والتنظيمي في حياة الحزب، وبحكمة الرفيق بشار الأسد الأمين العام، رئيس الجمهورية، سيتجاوز البعث كل التحديات، بل ستكون حافزاً له لتطوير نفسه وتأكيد التصاقه بجماهيره والتزامه قضاياهم وآمالهم”.
بدوره، الرفيق فايز عز الدين أمين سر فرع اتحاد الكتاب العرب في السويداء قال إنّ البعث، منذ السابع من نيسان 1947، ظهر حركة عربية عروبية قومية رفعت شعارها في أمة عربية واحدة وقدمت أهدافها بما يصحح الحالة العربية آنئذ الوحدة لإنهاء التجزئة، والحرية لطرد الاستعمار وأذنابه، والاشتراكية من أجل العدالة الإجتماعية والبعث في حركة تجدد دائمة فهو مبادئ وأهداف وأخلاق وانتماء وتاريخ مكتوب بدماء الشهداء وممزوج بعرق العمال والفلاحين والكادحين، مبيناً أن البعث انتماء وليس انتسابا فقط وهو تاريخ وحاضر ومستقبل الأمة.. وسورية اليوم تحتفي بذكرى تأسيس البعث وهي أكثر شموخاً وأقوى وأصلب عوداً وأكثر وقوداً في وجه المتآمرين على هذا الوطن والمارقين عليه والمرتزقة من قوى الشر ومن يدور في فلكهم، وتخوض معركتها القائمة على الحفاظ على وحدة الوطن واستقلاله وتطهير كامل ترابه من رجس الإرهاب، وبناء الإنسان السوري على أسس سليمة قائمة على التسلح بالعلم والمعرفة ومحاربة الفكر التكفيري الظلامي الأسود الذي لا يعرف إلا ثقافة القتل والتدمير والتخريب، وتعزيز ثقافة المقاومة ونهجها.