تساهم في النشاط الإغاثي.. الفرق التطوّعية نشطت في رمضان
دمشق _ رحاب رجب
في شهر رمضان المبارك، ينشط دور الجمعيات الخيرية في تحقيق قدرٍ لا بأس به من التكافل الاجتماعي بين الناس، فهذه الجمعيات أنشئت أصلاً لتعزيز دور المجتمعات الأهلية في مساعدة الفقراء والمحتاجين والأرامل والمطلقات والأيتام والمعاقين، ومن تقطّعت بهم سبل الحياة، وهي تعمل تحت رعاية وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل التي تمنحها الترخيص ضمن شروط وضوابط تنظم عملها.
ولا شك أن هذه الجمعيات، من حيث المبدأ، لا تسعى أصلاً إلى الربح، إذ إن عملها غالباً ما يكون عبارة عن وسيط بين الجهات المانحة التي تقدّم التبرّعات وبين من يستحق هذه المساعدات من المسجّلين لديها، ضمن قوائم وعناوين مسبقة يتم التأكد من حاجة أصحابها للمساعدة، وهذا لا يمنع وجود بعض التجاوزات الناتجة ربما عن خلل في البيانات المقدمة للجمعية.
وفي هذا الإطار، يشكل فريق “سواعد إيجابية أنموذجاً إيجابياً من هذه الجمعيات التي تعمل في الظل وتنشط في ريف دمشق الغربي، وفي بلدة عرطوز تحديداً، حيث يساهم بشكل فعّال في تقديم المعونات للعائلات الفقيرة في المنطقة، وذلك بشهادة أغلب من التقيناهم من المجتمع المحلي، الذين أكدوا أن الفريق يقوم بتقديم وجبات الإفطار للصائمين من العائلات الفقيرة، بالإضافة إلى الملابس والمعونات المادية، ويحمل عنهم أعباء مادية كثيرة لا يطيقونها.
ياسر وردة، المنسق الإعلامي للفريق، قال: إن هذا الفريق التطوّعي نشأ بعد كارثة الزلازل الذي ضرب شمال سورية في بداية العام الفائت ضمن مبادراتٍ فردية قام بها مؤسّسو الفريق من خلال جمع تبرّعات عينية وإيصالها من بلدة عرطوز في ريف دمشق إلى المناطق المنكوبة.
وأضاف: في بداية شهر رمضان من العام الفائت، كانت انطلاقة الفريق الرسمية من خلال مبادرة “تكسي رمضان”، حيث قام الفريق بجمع الوجبات من عدة جمعيات في مدينة دمشق وتوزيعها في بلدة عرطوز وضواحيها. وأنجز الفريق عدة مبادراتٍ في البلدة، منها مبادرة توزيع حلويات العيد، ومبادرة دورات تقوية مجانية لطلاب الصف التاسع غير القادرين على حضور الدورات المأجورة، ومبادرة توزيع قرطاسية، ومبادرة سباق عرطوز الخيري، ومبادرة مباراة كرة قدم خيرية. وأقام الفريق في رمضان هذا العام مطبخاً خيرياً لتوزيع وجبات الإفطار على مستحقي البلدة، لافتاَ إلى أن الفريق مرخّص بشكل رسمي من وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل.
حول هذه النشاطات التطوعية ودور الجمعيات الخيرية عموماً في التخفيف من معاناة الفقراء والمحتاجين، وما إذا كان في بعض الأحيان نشاطاً دعائياً، أو مشبوهاً، أكدت فاطمة رشيد، مديرة الشؤون الاجتماعية والعمل في محافظة ريف دمشق، أن المديرية تقوم بتنفيذ رؤية الوزارة بتفعيل آليات الرقابة والإشراف على عمل الجمعيات والمؤسسات الأهلية والفرق والمبادرات التطوّعية ومتابعة برامجها وأنشطتها من النواحي التنظيمية والمالية والإدارية، كما تحرص على تنظيم زيارات ميدانية إلى مقرات الجمعيات والمؤسسات والمراكز الخدمية التابعة لها بهدف الاطلاع على واقع سير العمل، مؤكدة أن المديرية تستقبل الشكاوى التي ترد من المواطنين وتتحقق منها وتقوم بإحالة المخالفين إلى الأجهزة الرقابية من الجهاز المالي للرقابة والهيئة المركزية للرقابة والتفتيش حسب حجم المخالفة.
وأضافت رشيد: ساهمت المنظمات غير الحكومية بشكل كبير في تلبية الاحتياجات ولاسيما الإغاثية، وقامت بدور مهم ومكمّل لدور المؤسسات الحكومية، حيث عملت على سدّ الاحتياجات في العديد من القطاعات الخدمية، مؤكدة أن أيّ عمل لا يخلو من أخطاء وثغرات، ولا تعدّ أي ممارسة وسلوكيات خاطئة حالة عامة تعمّم على عمل القطاع الأهلي.
وأما بالنسبة للمنظمات التي يتّضح وجود شبهة في عملها لناحية تلقّيها أموالاً بطرق غير قانونية أو غير مشروعة، وذلك بناء على تحقيقات وثبوتيات موثقة، فتتم إحالة ملف المنظمة إلى هيئة مكافحة الإرهاب وغسل الأموال لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة، حيث تعدّ أموال الجمعيات مالاً عاماً في معرض تطبيق العقوبات الاقتصادية.
وفي المحصّلة، لا بدّ من التأكيد أن كل عمل لا يمكن أن يبلغ الغاية المنشودة منه إلا من خلال تضافر جهود الجميع، وخاصة المجتمع الأهلي في مثل هذه الحالات الإغاثية ولا ينبغي أن تشكّل الحالات الشاذة منطلقاً للتعميم على الجميع.