إيران تبدأ حقها المشروع في الردّ… استهداف مواقع هامة للعدو الصهيوني في عمق الأرض المحتلة
طهران- نيويورك- الأرض المحتلة-تقارير
بعد طول انتظار وحبس للأنفاس من العالم كله، وخاصةً من الكيان الصهيوني المستنفر مع داعمته الأولى أمريكا، بدأ الردّ الإيراني على جريمة العدوان الإسرائيلي الذي استهدف قنصليته في دمشق.
وفي السياق، أكد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي أن العملية العسكرية ضد كيان الاحتلال الإسرائيلي ردّ طبيعي على الاعتداءات الصهيونية، وتأتي في إطار الدفاع عن سيادة البلاد ومصالحها القومية وتعزيز الأمن الإقليمي، مشيراً إلى أن بلاده استخدمت خلال الأشهر الماضية كل الأدوات الإقليمية والدولية للفت انتباه المجتمع الدولي إلى المخاطر القاتلة الناجمة عن تقاعس مجلس الأمن الدولي والانتهاكات المستمرة للكيان الصهيوني، ولكن المجلس وبسبب تأثير ونفوذ الولايات المتحدة لم يتمكن من القيام بواجباته إزاء هذه الانتهاكات.
من جانبه أكد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان أن العدوان الإسرائيلي على القنصلية الإيرانية بدمشق مخالف للقوانين والمواثيق الدولية، مشيراً إلى أن بلاده تحلت بضبط النفس بعد العدوان لكن يبدو أن “إسرائيل” فهمت ذلك خطأ، ومؤكداً أن بلاده حاولت عبر القنوات الدبلوماسية دعوة المجتمع الدولي إلى إدانة العدوان، ولكن بريطانيا وفرنسا عرقلتا صدور بيان يدين العدوان، كما لفت إلى أن العملية العسكرية كانت محدودة، حيث لم تستهدف مواقع اقتصادية ولا مدنية.
كما أكد القائد العام للحرس الثوري الإيراني اللواء حسين سلامي أن العملية تمت بنجاح أكبر مما كان متوقعاً، ومحذّراً من أن إيران اتخذت معادلة جديدة مع الكيان الصهيوني، وهي “الرد على أي اعتداء من جهته من الأراضي الإيرانية مباشرة”.
كذلك أكد رئيس أركان القوات المسلحة الإيرانية اللواء محمد باقري أن هذه العملية تعود إلى تجاوز الكيان الصهيوني للخطوط الحمراء، مبيناً أن إيران قادرة على شنّ ضربة صاروخية وبالطائرات المسيّرة بعشرات أضعاف هذه العملية، آملاً أن تكون هذه العملية مقدمة لانتصار الشعب الفلسطيني.
وفي وقتٍ سابق، استهدف الحرس الثوري الإيراني مواقع للعدو في الأرض المحتلة، وقالت قيادة حرس الثورة الإسلامية في إيران في بيان: رداً على جرائم الكيان الصهيوني العديدة، بما في ذلك الهجوم على القنصلية الإيرانية في دمشق واستشهاد مجموعة من القادة والمستشارين العسكريين في سورية، أطلقت القوة الجوية التابعة للحرس الثوري الإيراني عشرات الصواريخ والطائرات المسيرة على أهداف محدّدة داخل الأراضي المحتلة، مشيرةً إلى أن أهدافاً عسكرية مهمة للجيش الإرهابي الصهيوني تم تدميرها في الأراضي المحتلة.
وعلى الصعيد السياسي، جدّدت إيران التأكيد بأنها مارست حقها الأصيل بالدفاع عن النفس المنصوص عليه في المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة، مشيرةً إلى أنها لن تتردد في اتخاذ المزيد من التدابير الدفاعية لحماية مصالحها المشروعة ضد أي أعمال عدوانية، كما اعتبرت كل من بعثتها الدائمة لدى مجلس الأمن وخارجيتها، أن لجوء إيران إلى اتخاذ تدابير دفاعية في ممارسة حق الدفاع عن النفس يظهر النهج المسؤول الذي تتبعه تجاه السلام والأمن الإقليميين والدوليين في وقت يشهد العالم فيه الأعمال غير القانونية والإبادة الجماعية التي يقوم بها كيان الفصل العنصري الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني واستمرار العدوان المتكرّر لهذا الكيان ضد الحكومات المجاورة وإشعال النار في المنطقة وخارجها.
كذلك أكد مندوب إيران الدائم لدى الأمم المتحدة أمير سعيد إيرواني أن ردّ إيران سيكون أقوى وأكثر حسماً إذا قام الكيان الصهيوني بعدوان مرة أخرى، وذلك في رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش ورئيسة مجلس الأمن الدولي فانيسا فريزر، لافتاً إلى أن فشل مجلس الأمن في القيام بواجباته في الحفاظ على السلم والأمن الدوليين سمح للكيان الصهيوني بانتهاك الخطوط الحمراء والمبادئ الأساسية للقانون الدولي، وهو ما أدى إلى تصعيد التوتر في المنطقة.
وفي بيانٍ ثانٍ له، عاد الحرس الثوري الإيراني إلى تحذير الحكومة الأمريكية من مغبّة أي دعم أو مشاركة بالإضرار بمصالح إيران، لافتاً إلى أن ذلك سيؤدي إلى ردّ حاسم؛ فأمريكا هي المسؤولة عن أفعال هذا الكيان الصهيوني الخبيث وعليها أن تتحمل عواقب تلك الأفعال إذا لم يتم كبح جماح هذا النظام الذي يقتل الأطفال.
كذلك فإن الردّ الإيراني يمثل صفعة من الشعب الإيراني للكيان الغاصب، حيث أكد رئيس مجلس الشورى الإيراني محمد باقر قاليباف أن حدوث أي خطأ آخر من جانب الكيان الصهيوني أو حلفائه فإن ذلك سيتبعه ردٌّ أكثر شدّة.
إلى ذلك، استدعت الخارجية الإيرانية سفراء بريطانيا وفرنسا وألمانيا في طهران وبشكل منفصل على خلفية المواقف غير المسؤولة لبعض المسؤولين في بلدانهم، بشأن الردّ الإيراني على الاعتداءات الإسرائيلية.