“حكايا الغابة” تفاعلية لثقافة البيئة والمحبة والوطن
حلب – غالية خوجة
ستظلّ مواهب الأطفال واليافعين تجرّب أفكارها الفنية على المسرح التفاعلي في حلب، فتكتبها وتؤديها مع المخرج الفنان محمود درويش الذي يضيف إلى مسرح الطفل حالة متناغمة بين المنصة والحضور المتفاعل.
ضمن هذا المجال، وخلال أيام العيد، قدّمت مديرية الثقافة بحلب مسرحية “حكايا الغابة” التفاعلية على مسرح الفنان عمر حجو ـ المركز الثقافي العربي بالعزيزية، وشارك في كتابتها وتمثيلها 15 طفلاً ويافعاً من “فريق مهارات الحياة”، وتألفت من 9 مشاهد، تخللتها أغانٍ عن الحيوانات، مثل الفراشة والنحلة، واصفة كل كائن من كائنات المسرحية بميزات حياته ووجوده وأهم مهامه، هادفة، وبأسلوب تربوي فني، إلى التوعية بأهمية التعامل الحضاري مع الذات والآخر والبيئة، بالإضافة إلى زراعة ثقافة المحبة والانتماء في أعماق الجميع، وكيفية حماية البيت والوطن من الأعداء، لنظلّ في محيط نظيف أخلاقياً وبيئياً وواقعياً.
وللحديث عن هذه المسرحية، خصّ “البعث” المخرج محمود درويش بالقول: “مسرحية من تأليف مجموعة من الأطفال أحبّوا أن يحكوا عن الغابة وحيواناتها، منها الفراشة والنحلة والديك والأرنب والدب والكلب والحصان، وكيف بدأت الغابة بالتعرّض لهجوم من الأوساخ والقمامة التي يرميها الناس غير المكترثين بالنظافة والبيئة في كلّ مكان، ومنها هذه الغابة التي يتألف سكانها من حيوانات المسرحية، فمثلاً، الساقية تمتلئ بهذه الأوساخ، وعندما تذهب الفراشة إلى الساقية تخرج برائحة كريهة نتيجة تلوث المياه، كما أن النحلة لم تعد تجد زهراً لتمتصّ رحيقه وتصنع العسل، فتحزن وتبكي، ما يدفع حيوانات الغابة إلى تنظيف الغابة من جديد، وتوجيه رسائلهم إلى العالم لكي لا يرموا الأوساخ، ويحافظوا على الزهور، فلا يقطفونها، بل الأجمل أن يزرعوها، لكن الدب والحمار يتفقان على لعبة التحول إلى تنين لمهاجمة الغابة، فتكتشفهم الحيوانات، وتدافع عن الغابة، وهنا، يقررون بناء “بيت الأصدقاء” لحماية الغابة من أي هجوم أو اعتداء أو أوساخ”.
ولفت درويش إلى أن “الفريق لا يقدم مسرحاً احترافياً، بل يحاول تقديم مواهب الأطفال، بعد تدريبهم في المركز الثقافي بالعزيزية، وتقديم عمل من نتاجهم، لنكتشف الخبرة التي اكتسبوها، مثل الصوت، والإلقاء، وتعابير الوجه، وإلى أيّ حدّ استطاعوا تقديم أدوات الممثل التي دربناهم عليها، وهل استطعنا معاً أن نوصل رسالتنا للأطفال؟”.
بدورهم، كان الأطفال سعداء مع عائلاتهم، ويتابعون العرض بشغف، ومنهم ليان سمان التي قالت: “أتيت مع أخوتي ووالدي لمشاهدة المسرحية، وأشعر بأنها جذابة ومفيدة لأنها تعلمنا التعامل مع الحياة، كالحفاظ على النظافة والاهتمام بالحيوانات”.
ولفتتني الطفلة تسنيم حبّال بعمر 3 سنوات وهي مع أخيها وسعيدة بثياب العيد وحضورها المسرحية وهي تقول: “أحببتها”.
بينما قال مهاب عزيزي، هذه المرة لم أكن على المنصة بسبب التزاماتي الدراسية، ولاحظت أن المسرحية جميلة، وتعبّر عن تفكيرنا نحن الأطفال المحبين لوطننا والكائنات والبيئة والأناشيد والأغاني.
أما فريق العمل فيضمّ عليا حج عمر مساعدة، وأحلام الخليل مساعدة ملابس، ووفاء دبلوني مدرّبة رقصات، ومساعد مخرج محمد درويش، ومن اليافعين جميل السكر، أحمد حج علي، ومن الأطفال الطفلة ملاك ذات الأربع سنوات بدور “الفراشة”، وهي تشارك لأول مرة.