مقامرة اليابان والفلبين مكلفة جداً
تقرير إخباري
قبل الانطلاق من مانيلا يوم الأربعاء متوجّهاً إلى واشنطن لحضور القمة الثلاثية الأولى بين الولايات المتحدة والفلبين واليابان، زعم الرئيس الفلبيني فرديناند ماركوس جونيور أنه سيكون هناك اتفاق بين الدول الثلاث بشأن قضايا بحر الصين الجنوبي.
وقال ماركوس لوسائل الإعلام: “إن الهدف الرئيسي من هذا الاتفاق الثلاثي هو أن نكون قادرين على مواصلة الازدهار، وأن نكون قادرين على مساعدة بعضنا، وبالطبع الحفاظ على السلام في بحر الصين الجنوبي وحرية الملاحة”.
وفي الوقت نفسه، أكّد ماركوس أن الهدف من القمة أيضاً هو استكشاف سبل تعزيز التعاون مع اليابان والولايات المتحدة في التعاون الدفاعي والبحري والمجالات الرئيسية مثل البنية التحتية وأشباه الموصلات والأمن السيبراني والمعادن الحيوية والطاقة المتجدّدة، وهذا ما لا يترك مجالاً للشك حول ما يمكن أن تقدّمه الفلبين للولايات المتحدة، وما تتطلّع للحصول عليه من واشنطن مقابل ذلك.
وحقيقة أن ماركوس لا يزال بحاجة إلى الاستمرار في تأكيد نفس الشيء لواشنطن بعد التضحية بالاستقلال الاستراتيجي للفلبين من أجل اللعبة الجيوسياسية الأخيرة لمدة عامين تقريباً منذ توليه منصبه، تدل على أن الفلبين لم تكن راضية عمّا قدمته لها الولايات المتحدة حتى الآن، على الرغم من ذلك كله، وأنها تفعل كل ما في وسعها لتنفيذ أوامر الولايات المتحدة في استفزاز الصين في بحر الصين الجنوبي.
ولهذا السبب قامت وزيرة التجارة الأمريكية جينا ريموندو بزيارة إلى الفلبين في آذار لعرض شفهي لاستثمار بقيمة مليار دولار في القطاعات المذكورة أعلاه.
ويمكن التنويه هنا إلى أن ما وعدت به الولايات المتحدة الأعضاء الآخرين في رابطة دول جنوب شرق آسيا كان أكثر محدودية ورمزية، ما يعني أن الدعم الذي قد تحظى به تصرّفات الفلبين في هذا الإطار الجماعي ضئيل للغاية، كما أن تكرار الرئيس الفلبيني مطالبه بأن الولايات المتحدة بحاجة إلى زيادة استثماراتها ومدخلاتها في هذه القطاعات قبل وقت قصير من مغادرته لحضور القمة في واشنطن يوم الخميس، يشير إلى أن التجمّع لا يهدف بأي حال من الأحوال إلى تعزيز الشراكة الاقتصادية بين الدول الثلاث على قدم المساواة، ولكنه مناسبة للمساومة على ثمن تعاونها الأمني والعسكري الذي يستهدف الصين.
وعلاوة على ذلك، أوضح رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا يوم الأربعاء أن الصين هي محور اجتماع الزعماء الثلاثة، وفي زلة لسان في مؤتمره الصحفي المشترك مع الرئيس الأمريكي جو بايدن، أشار إلى الصين باعتبارها الحليف الوثيق لليابان وصحّح ذلك على الفور بقوله: للولايات المتحدة.
ومن خلال العمل كوكيلين راغبين واستباقيين لواشنطن، فإن كلاً من الفلبين واليابان ستلحقان الضرر بالدول الإقليمية الأخرى التي تعمل معاً للحفاظ على السلام والاستقرار في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، وتعمل أيضاً على تعزيز التعاون التنموي بينها، وسوف يتبيّن أن رهان البلدين على نجاح استراتيجية الولايات المتحدة لاحتواء الصين يشكّل سوء تقدير استراتيجياً مكلفاً جداً بالنسبة لها، وسوف يفوق مدخلاتهما الملموسة كثيراً عمّا وعدت الولايات المتحدة بتقديمه فعلياً.
عائدة أسعد