عامة.. وممنوعة على العوام؟
علي بلال قاسم
14 عاماً من الإغلاق أمام المواطن، فقط بانتظار مستثمر دسم يدخل برصيد يصل إلى نحو 2 مليار ليرة، لاستثمار حديقة الطلائع بالمزة، والتي لم يك من اسمها نصيب، طوال هذه السنوات وحتى قبل ذلك – أيام الافتتاح والتشغيل – حيث كان الإهمال سيد الموقف، وقتها لم نكن في ظروف حرب التي أوقفت عدداً من المشاريع مع إحدى الجهات لإعادة التأهيل – كما توضح المحافظة – التي تؤكد أن قدرة مديرية الحدائق ضعيفة وهي التي تشرف على نحو 177 حديقة.
ومع أن الموضوع قيد الدراسة حالياً، ولم يتم توقيع العقود مع المستثمر بانتظار استبيان رأي ستقوم به المحافظة بالتعاون مع اللجان الممثلة للحي، ولجان الأبنية لاستطلاع رأي الأهالي، وبالتالي في حال رفض الأهالي المشروع سيلغى بكل تأكيد، فإن المحافظة نفسها صدرت قبل سنوات أخباراً مفادها أن هناك مشروع آخر ليس له علاقة بما يتم تداوله اليوم، حول تقدم أحد المستثمرين بطلب لاستثمار جزء صغير من الحديقة بمساحة لا تتجاوز 7% من مساحة الحديقة الكلية البالغة 37 دونماً، لتصميم ملعب لكرة القدم، وملعب تنس، إضافة إلى مرفقات الملعب من كافتيريا، فالنوايا القديمة كانت بالأصل تصب في هدف إقامة مرائب طابقية تحت الأرض قبل الخوض في غمار أي مشروع فوق الأرض.
هنا ثمة سؤال يطرحه أبناء الحي وغيرهم، مادامت الحديقة غير سيئة جداً لجهة التقييم العام ويمكن الاهتمام بها بتشغيل الموظفين والموظفات الذين “يكشون الذباب” كل يوم دوام بلا عمل وهم كثر، لماذا تحرم الشرائح الاجتماعية وتحديداً الأطفال، من الدخول والترويح عن النفس، إذ لا تحتاج الحديقة أكثر من جز الأعشاب وسقاية المروج والأشجار، وعليها يمكن استثمار هذه الحديقة الهامة للناس وللطلائع “كما اشتهرت”، ومع ذلك كان ثمة إصرار على القفل والإغلاق دون مبرر، ليكون الحرمان سيداً في منطقة تجاور حديقة الجلاء التي هيمنت عليها الاستثمارات السياحية ومنشآت المطاعم والصالات الخاصة، وبالتالي لم يبق إلا هذا المتنفس الذي لم يشفع للناس حتى عيد الفطر كافتتاح مؤقت ومتخصص بالعيد، حيث لطالما كانت مكاناً لاستثمار أصحاب الألعاب كمتسع كبير ومؤمن ويناسب الأهالي والأسر والأطفال، ليكون البديل المشوه وغير اللائق منطقة أنقاض في المنطقة الفاصلة بين حي المزة جبل والمزة 86 بمحاذاة معهد اللغات، حيث الخراب والحجارة والتراب وكل عوامل الأذى للأطفال، إذ استكثرت المحافظة موقعاً استراتيجياً كحديقة الطلائع المغلقة لإفراد ألعاب العيد وإزالتها من قبل المتعهدين والمستثمرين بنهاية المناسبة كما هي العادة.
تقول المعلومات التي صدرتها المحافظة أن أحد المستثمرين تقدم بطلب لاستثمار جزء صغير من حديقة الطلائع بمساحة لا تتجاوز 7% من مساحة الحديقة الكلية البالغة 37 دونماً، لتصميم ملعب لكرة القدم، وملعب تنس، والمستغرب: هل المنطقة بحاجة ملعب كرة قدم وتنس، وهي التي لا يفصلها عن ملعب الجلاء لكرة القدم وملاعب خاصة مستثمرة أخرى سوى شارع.؟ وبالتالي أين الجدوى في هذه المشاريع وأهداف تحقيق المنفعة العامة، وتحسين الوضع الجمالي للمدينة – وفق مديرية الحدائق.؟؟
عدوى إهمال الحدائق وصل لمنطقة العدوي حيث حديقة الحيوانات التي حكي الكثير عن إعادة تأهيلها عبر تسليمها لمستثمر جديد ويجري عليها بعض أعمال الصيانة والتجديد، وهذا مالم نشهده ولم يحصل رغم تحديد توقيت الافتتاح، في وقت ترتفع الأصوات من حدائق وأحراج كثيرة مطالبة بمزيد من الاهتمام بالحدائق الشعبية، لا تحويل رئات المدن لمرتع للمستثمرين والمكتنزين الذين يناسبون شريحة قليلة من المقتدرين، أما العائلات وأالطفال- وهم السواد – سيبقون محرومين من هذا المتنفس الوحيد ولن يجدون مكاناً مجانياً كملك عام للدولة ومواطنيها معاً.