إدانات عربية ودولية واسعة لـ “الفيتو” الأمريكي ضد عضوية فلسطين في الأمم المتحدة
الأرض المحتلة-عواصم-وكالات
لم تتأخر أمريكا كعادتها في استخدام “الفيتو”، أو حتى في التعطيل لأي قرار يؤثر على ربيبتها الأولى في الشرق الأوسط والعالم “إسرائيل”، حيث استخدمت “الفيتو” نحو 50 مرة لحماية “إسرائيل” ومنحها الضوء الأخضر لمواصلة قتل الفلسطينيين، من بينها 5 مرات خلال العدوان المتواصل على قطاع غزة منذ السابع من تشرين الأول الماضي.
من جانبها، أدانت رئاسة السلطة الفلسطينية بأشد العبارات استخدام الولايات المتحدة لـ“الفيتو” في مجلس الأمن لمنع حصول فلسطين المحتلة على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة.
ووفق وكالة وفا أكدت رئاسة السلطة أن “الفيتو” الأمريكي يتحدى إرادة المجتمع الدولي الذي يؤيد بقوة حصولها على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، حيث اعترفت أغلبية دول العالم بالدولة الفلسطينية منذ عام 2012 عندما صوتت الجمعية العامة على قبول عضويتها بصفة مراقب، لافتةً إلى أن هذه السياسة الأمريكية العدوانية تجاه فلسطين المحتلة تمثل عدواناً صارخاً على القانون الدولي وتشجع استمرار حرب الإبادة وجرائم الحرب التي يشنّها الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية، بما فيها القدس المحتلة، والتي تتم بدعم من الولايات المتحدة.
بدوره، أكد ممثل رئيس السلطة الفلسطينية زياد أبو عمرو أن منح فلسطين المحتلة العضوية الكاملة في الأمم المتحدة من شأنه رفع جزء من الظلم التاريخي الذي تعرّض له الشعب الفلسطيني، ويمثل إصراراً على حقه في العيش بحرية وكرامة.
وكانت الولايات المتحدة أفشلت صدور قرار في مجلس الأمن بمنح فلسطين المحتلة العضوية الكاملة في الأمم المتحدة بعد استخدامها “الفيتو”، رغم تصويت 12 من أعضاء المجلس الـ 15 لصالح مشروع القرار الذي تقدمت به الجزائر، بينما امتنعت بريطانيا وسويسرا عن التصويت.
ووفقاً لـ”RT”، أكد دميتري بوليانسكي النائب الأول لمندوب روسيا لدى الأمم المتحدة أن الولايات المتحدة بدت مثيرة للشفقة خلال تفسير سبب استخدامها “الفيتو” ضد مشروع القرار، لافتاً إلى أن عضو دائم واحد في مجلس الأمن الدولي يعارض ذلك.. استخدمت الولايات المتحدة حق النقض. وأوضحوا بشكل مشوش أن هذا ليس الوقت المناسب.. بدا الأمر مثيرا للشفقة، مضيفاً: أما نحن فقد صوتنا بثقة وبضمير مرتاح ومن كل قلوبنا لصالح مشروع القرار.
كما أكد مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا بأن واشنطن أظهرت موقفها الحقيقي تجاه الفلسطينيين بعد تصويتها ضدّ القرار، واستخدامها “الفيتو” للمرة الخامسة منذ بدأ الحرب الإسرائيلية على غزة.
من ناحيته، أكد مندوب الجزائر الدائم لدى الأمم المتحدة عمار بن جامع أن بلاده ستعود بقوة لطرح مسألة العضوية الكاملة لفلسطين المحتلة في مجلس الأمن الدولي، مردفاً: “سنعود أقوى وأكثر صخباً بدعم من شرعية الجمعية العامة والدعم الأوسع من أعضاء الأمم المتحدة .. فهذه ليست سوى خطوة أخرى في الرحلة نحو العضوية الكاملة لفلسطين”.
وأعرب عن الامتنان، باسم المجموعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي وحركة عدم الانحياز، لجميع الذين صوتوا لصالح القرار.
كذلك أكدت السعودية في بيان لوزارة خارجيتها نقلته وكالة واس للأنباء “أن إعاقة قبول العضوية الكاملة لفلسطين المحتلة في الأمم المتحدة تسهم في تكريس تعنّت الاحتلال الإسرائيلي واستمرار انتهاكاته لقواعد القانون الدولي دون رادع ولن يقرّب من السلام المنشود”.
بدورها أعربت مصر في بيان صادر عن وزارة خارجيتها عن أسفها البالغ إثر عجز مجلس الأمن عن تمرير القرار نتيجة استخدام الولايات المتحدة “الفيتو”.
كما أعربت وزارة الخارجية الأردنية في بيان عن الأسف الشديد لعرقلة الولايات المتحدة تمرير مشروع القرار.
واعتبرت منظمة التعاون الإسلامي، أن استخدام الولايات المتحدة الفيتو يخالف أحكام ميثاق الأمم المتحدة الذي يسمح بالعضوية فيها لجميع الدول التي تقبل بالالتزامات الواردة فيه، ويحول دون تمكين الشعب الفلسطيني من نيل حقوقه المشروعة، ما يسهم في إطالة أمد الظلم التاريخي الواقع على الشعب الفلسطيني منذ 75 عاماً.
من ناحيته، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني في بيان: “إن هذا الإجراء الذي اتخذته واشنطن كشف عن الطبيعة الاحتيالية للسياسة الخارجية الأمريكية وعزلة موقف هذا البلد تجاه المجتمع الدولي أكثر من أي وقت مضى أمام الرأي العام العالمي”.
وأكد مندوب الصين الدائم لدى الأمم المتحدة فو تسونغ أن إقامة الدولة الفلسطينية هي حق وطني غير قابل للتصرف للشعب الفلسطيني، منتقداً بشدة الدول التي تشكك في أهلية فلسطين المحتلة لعضوية الأمم المتحدة بموجب ميثاق الأمم المتحدة.
وقال فو: “الفيتو الأمريكي حطم بلا رحمة حلم الشعب الفلسطيني القائم منذ عقود”، مسلطاً الضوء على التناقض في الحجج التي ساقتها بعض الدول بشأن قدرات فلسطين على الحوكمة.
بدورها قالت الممثلة الرسمية لوزارة خارجية باكستان، ممتاز زهرة بلوش، في مؤتمر صحفي: “تشعر باكستان بخيبة أمل عميقة إزاء المناقشة التي دارت بالأمس في مجلس الأمن الدولي وفشله في التوصل إلى توافق في الآراء والتوصية بعضوية فلسطين في الأمم المتحدة.. ويثير أسفنا قرار الولايات المتحدة استخدام الفيتو ضد مشروع القرار”.