أعذار واهية لاحتواء الصين
تقرير اخباري
تستمر وسائل الإعلام الغربية في مناسبات عدة باختلاق الأكاذيب لمهاجمة الصين حيث اتهمت وكالة “بلومبيرغ في تقرير لها، نقلاً عن مسؤولين مجهولين، الصين مؤخراً بتزويد روسيا بكميات كبيرة من المكونات اللازمة في صناعة صواريخ كروز وطائرات بدون طيار، فضلا ًعن الأجزاء البصرية للدبابات والمركبات المدرعة .وزعم التقرير، أنه “على الرغم من عدم وجود دليل على أن الصين تقدم مساعدة فتاكة، إلا أن المطلعين على تقييم المخابرات الأمريكية وصفوا المساعدات بأنها لا تقل أهمية، قائلين إنه بدون الواردات، فإن القاعدة الصناعية العسكرية الروسية ستواجه صعوبات”.
إن نظرية “المكونات الصينية الموجودة في الأسلحة الروسية” أو أن “الصين ترسل سراً معدات عسكرية إلى روسيا” قد تم الترويج لها مراراً وتكراراً من قبل وسائل الإعلام الغربية منذ اندلاع الصراع الروسي الأوكراني. ومع ذلك،عند الفحص الدقيق لجميع القصص والاقتباسات، لا يمكن العثور على دليل قوي يدعم هذه الادعاءات.
من خلال تجاهلها حقيقة أن المكونات التي يتحدثون عنها عادةً هي منتجات مدنية يتم تداولها في السوق الدولية، فشلت وسائل الإعلام الأمريكية في تحديد نماذج المعدات الدقيقة التي يُزعم أنه يتم تصديرها من الصين إلى روسيا، أو كيفية استخدامها من قبل الجيش الروسي في القتال. وبدلاً من ذلك، يواصلون التأكيد على أن روسيا تتلقى دعماً عسكرياً من الصين دون تقديم أدلة ملموسة لدعم هذا التأكيد.
من خلال إلقاء نظرة على الشركات التي أدرجتها “بلومبيرغ” في تقريرها هذه المرة، مثل شركة “واهان غلوبال سنسور للتكنولوجيا”، و”هايك فيجن”، يلاحظ أنها تُستخدم منتجاتها في الغالب في مجالات التصوير الحراري ومكافحة الحرائق والإنقاذ والقيادة الذكية وحركة المرور على الطرق ومعالجة الشبكات والبيانات ومراقبة الفيديو. وبدون أي دليل، تصر وسائل الإعلام الأمريكية على أن هذه المنتجات، التي تستخدم على نطاق واسع في القطاعات المدنية والمرورية والطبية، يتم تصديرها للصواريخ والدبابات.
عندما تقوم الولايات المتحدة بتشويه سمعة الصين بشأن تزويد روسيا بمكونات عسكرية، فإن هدفها واضح تماماً. أولاً، إلقاء اللوم على الصين لفشلها في هزيمة روسيا في ساحة المعركة، وإيجاد الأعذار للصراع الذي طال أمده، فهي تعتقد أنه كان ينبغي لروسيا أن تستسلم منذ فترة طويلة. ويجب أن يكون خطأ الصين. ثانياً، ما دامت الولايات المتحدة ترغب في فرض عقوبات على الشركات الصينية، فيمكنها اختلاق أي عذر مناسب تحتاجه.
لقد أظهرت أقوال وأفعال الولايات المتحدة أنها غير معقولة على الإطلاق وستلجأ إلى أي وسيلة، مهما كانت الأعذار لاحتواء الصين. وعندما تستهدف وسائل الإعلام الغربية الصين وتضغط على الصين حتى لا تقدم مساعدة عسكرية فتاكة لروسيا، فإنها تحاول الترويج لـ “نظرية المسؤولية الخاصة للصين” في الصراع الروسي الأوكراني. ومع ذلك، فإن موقف “الحياد النشط” الذي تتبناه الصين بشأن الصراع الروسي الأوكراني سوف يصمد أمام اختبار التاريخ.
عناية ناصر