المأمول من الاجتماع الموسع
يونس خلف
لعل في مقدمة المأمول من رفاقنا الذين سيحضرون الاجتماع الموسع للجنة المركزية للحزب، ومن ثم الذين سيتم انتخابهم ليكونوا في اللجنة المركزية – والتي اختصر توصيفها الرفيق الأمين العام للحزب، السيد الرئيس بشار الأسد، بأنها العقل المفكر للحزب – أن يأخذ حيز التفكير لديهم مكاناً أوسع لتطوير الأداء وآليات العمل، أكثر من الانشغال بالانتخابات وجمع أكبر رصيد من الأصوات، وأن يكون من بين القضايا الملحة الإشكاليات التي نعاني منها في علاقة القيادات مع القواعد، وهي مدى قدرتنا على إيجاد صيغة لمراقبة ومتابعة أداء المؤسسات الحزبية بشكل مستمر، وألا يقتصر الأمر على مؤتمر كل سنة، أو زيارة في السنة للرقابة الحزبية، وأن تكون هناك لجان مركزية وفرعية من الرفاق من ذوي الخبرة والكفاءة والتاريخ الحزبي لرفد قيادات المؤسسات بالأفكار والتصورات والمبادرات وتصويب مسار العمل وتقديم الملاحظات والأفكار في وقتها المناسب.
كذلك نعاني من ضعف أو حتى غياب المحاسبة وحتى المحسوبية في هذه المحاسبة، عندما تحدث؛ ولربما برزت الثغرة الأصعب والأخطر عندما افتقدنا إلى مساءلة المسؤول: ماذا فعلت؟ وما هي نتائج تكليفك بالمسؤولية؟
ولعله من أولى الأولويات التي يجب أن تنال الاهتمام أن تكون مؤتمرات الحزب وقفه مراجعة، وليس وقفة متابعة، لمن لم يعطوا ولم يقدموا الأنموذج القيادي، وأن نتوقف عند ظاهرة بدأت تتسع وهي إن أسوأ ما يبعد الناس عن مبادئ الحزب هي عندما يكون هناك من يدعون تمسكهم بفكر الحزب بينما يتعارض سلوكهم مع مبادئه وأخلاقياته.
ولعل من بين نقاط الضعف، وربما أخطرها، أن تبدو مؤسساتنا بلا ذاكرة، فيغيب تقويم عمل الكوادر ويغيب تشخيص نقاط القوة والضعف، ولذلك فإن مصداقية الانتماء البعثي اليوم على المحك، وبحاجة إلى مرجعية شاملة، وإلى أن يكون لدينا مختبرات حزبية لقياس الانتماء وفرز الشوائب من الانتهازيين والمتسلقين، والمجيء بالكفاءات التي يحتاجها المنصب، وليس الأشخاص الذين بحاجة إلى منصب.
أيضاً الرفيق الأمين العام للحزب يركز دائماً على أهمية الحوار، لأنه من خلال الحوار تكون هناك إجابات عن الأسئلة التي يطرحها الناس، وتكون هناك تصورات للحلول والأفكار والخطط عبر العمل المؤسساتي. وإذا كنا نفتقد حتى الآن لآليات عمل خاصة بالحوار وتفعيله، وجعله من أولويات أي برنامج أو نشاط، سواء في عمل الحكومة أو المنظمات والنقابات، فيجب أن يتبنى الحزب قيادة وتنظيم وتوسيع ثقافة الحوار، لا سيما أن دور الحزب هو وضع السياسات العامة، ودور الحكومة هو تنفيذ هذه السياسات، ولذلك الضرورة تقتضي أن يكون الحوار ضمن منهجية العمل وأن يكون الحوار منظماً ومنهجياً للوصول إلى المخرجات المأمولة.
أما أصل الحكاية في تقوية الحزب، ليكون أكثر حضور وفاعلية، فتكمن في توسيع وتعميق جماهيرته، بحيث يشعر الجميع إن البعث للكل، وليس للبعثيين فقط؛ وهذا ليس بجديد على حزب البعث فقد استمد قوته واستمراريته ومواجهته لكل التحديات من جماهيريته.