اقتصادصحيفة البعث

“هيئة الصادرات”.. لتخفيف التكاليف عن المصدّرين وحل مشكلة توقف البرادات على المعابر الحدودي

دمشق- محمد العمر

في محاولة لاستباق الموسم الزراعي قبل شهر أيار القادم، ودخول المنتجات الزراعية المحلية إلى الأسواق، تحاول هيئة دعم تنمية الصادرات إيجاد الحلول لمجموعة من التحديات بشأن العملية التصديرية، والتي ترهق منذ سنوات المصدّرين وتشكل عبئاً على صلاحية المنتجات، وخاصة الخضار والفواكه منها، عبر توقفها الطويل على المعبر الحدودي مع الأردن، ناهيك عن عوامل أخرى من ارتفاع التكاليف ورسوم عبور وشحن.. وغيرها.

مدير هيئة دعم وتنمية الصادرات والإنتاج المحلي، ثائر فياض، أكد تواصل اجتماعات الهيئة مع مصدّري المواد الزراعية في دعم وتنمية الإنتاج المحلي لإيجاد المخارج من الصعوبات التي تقف أمام المصدّرين، منها ما كان في توصية اللجنة الاقتصادية التي عُقدت في شهر شباط الماضي المتعلقة بمعوقات التصدير، حيث خرجت بضرورة التنسيق مع وزارة الاقتصاد والتجارة الخارجية بشأن دعم الشحن من الهيئة مباشرة، ودعم مراكز الفرز والتوضيب في مجالات كثيرة تدخل ضمن العملية التصديرية.
وأشار فياض إلى أن رسوم العبور كبيرة على كل براد سوري يدخل الأراضي الأردنية وتصل إلى ألفي دولار، إضافة إلى ارتفاع أسعار الوقود والكهرباء، والتي أصبحت من أهم التحديات على المصدّرين، من هنا فإن الهيئة تجري دراسة حول تقديم دعم للمصدّرين لتخفيف أعباء الكهرباء عبر تسديد جزء من الفواتير من جهة، وتشميل ضرائب الدخل والتأمينات الاجتماعية ببرامج الدعم الموجودة لدى الهيئة في سبيل تخفيف تكاليف التصدير.
وكان هناك اقتراح بارز، حسب فياض، تقدّمت به لجنة التصدير في اتحاد غرف الزراعة السورية حول تشكيل لجنة من الهيئة ولجنة التصدير في غرف الزراعة وعدد من المصدّرين مع المعنيين في معبر نصيب الحدودي مع الأردن ومعبر جابر الأردني، للاتفاق على آلية العمل في تنظيم دخول الشاحنات والبرادات المحملة بالبضائع السورية، وتنظيم انطلاق الشاحنات والبرادات باتجاه معبر نصيب حتى لا يتمّ تجميعها هناك، لافتاً إلى أنه تمّ الاتفاق مع الجانب الأردني لوضع آلية تنظيمية تضمن عدم إيقاف البرادات على المعبر، لما في ذلك من فساد الخضار والفواكه نتيجة الانتظار الطويل ولما فيه من تكاليف التبريد الخاصة بالمازوت والوقود.

الخبير الاقتصادي، محمد القاسمي، أكد أن العملية التصديرية يعوّل عليها اليوم ضمن هذه الظروف في دعم الليرة السورية، لما فيها من رفد الخزينة بالقطع الأجنبي، حيث إن الأردن يعتبر منطقة عبور مهمّة للشاحنات السورية التي تتجه لتفريغ حمولتها في دول الخليج، وخاصة السعودية، ولكن بين الفينة والأخرى يتكرّر وقوف الشاحنات المحملة بالمنتجات التجارية المتجهة لدول الخليج على المعبر مع الأردن لتستمر بالتأخر لعدة أيام في الدخول، وخاصة بعض الخضار والفواكه التي تفسد بسرعة مع ازدياد درجات الحرارة، مما يتسبّب بخسائر جمّة للمصدّرين العالقة حمولتهم عند المعبر. وبيّن القاسمي أنه قبل الحرب كان يتمّ السماح عبر المعبر مع الأردن لمرور أكثر من 700 براد يومياً، ولكن منذ سنوات تناقص عدد الشاحنات من 300 إلى 200 براد أو أقل قليلاً.
ودعا القاسمي إلى سرعة التحرك وتشكيل لجان من اتحاد غرف التجارة السورية والغرف الزراعة السورية لحلّ هذه المشكلة المتكرّرة عند المعبر، خاصة وأن المدة تتأخر لتصل إلى أسابيع، كما حصل مع الحمضيات سابقاً، هذا ناهيك عن قلة عدد المخلصين الجمركيين في المعبر، ونقص خبرتهم، كما لا بدّ من ضرورة الإسراع في تطبيق برامج الدعم المقدمة من الهيئة ودراسة تشميل مواسم زراعية إضافية ضمن برامج الدعم للشحن.