“ويبقى الأمل” في معرض شيرين رشو
حلب- غالية خوجة
ما الذي أرادت أن تحكيه لونياً أعمال الفنانة شيرين رشو في معرضها “ويبقى الأمل”؟
توزّعت 29 لوحة ومنحوتة لملكة تدمر في صالة الأسد للفنون الجميلة، لتحكي في هذا المعرض الذي نظّمه فرع حلب لاتحاد الفنانين التشكيليين الكثير من الحكايات عن الحالات الإنسانية عموماً، وحالات الإنسان السوري خصوصاً، بأعمال تجمع المتضادات الدرامية بين الحزن والفرح، الرومانسية والحب، الموت والحياة، الأنقاض وإعادة البناء، بينما ينبع النداء الطالع من الذاكرة والحاضر مع أعمدة تدمر والملكة زنوبيا ليشكّل حالة من الضوء تبعث الأمل بالمستقبل، وتترك للحلم أن ينبني حجراً وشجراً وبشراً من خلال ما تحكيه مرويات اللوحات الأخرى بين أنقاض الحرب على سورية، وأنقاض الزلزال، وحضور الطبيعة والشخصيات والملامح المشرقة من خلال مقاومتها للألم، واستمرارها في نثر الورود والمحبة.
للزائر أن يستقرئ الواقعية وتداخلاتها مع التعبيرية والرومانسية والانطباعية والتصويرية، فيرى الشاطئ والبحر، والوردة والخريف، ويحلم مع المرأة بمختلف حضوراتها وظلالها كشخصية مطمئنة للرمال والموج، وشخصية قلقة من الحياة، وللزائر أن يعبر بصمت إلى صرخة فتاة اللوحة المرتدية للأحمر، الواقفة بين الأنقاض، متأمّلة الأبنية التي كانت هنا، والأرواح التي صعدت، والأصوات التي لم يبقَ منها سوى ريح تمرّ على الحجارة فيتحرك الغبار في المشهد، وينبت في الأفق البعيد أمل بهيئات مختلفة.
الفنان يوسف مولوي رئيس فرع حلب لاتحاد الفنانين التشكيليين أكد واقعية الأعمال الفنية، وتقنيتها اللونية المتناسبة مع أحداثها ومشاهدها وحالات المرأة المختلفة وأدوارها في الحياة بين عاملة، وفنانة، وبسيطة تتحدّى الظروف وتجيّرها، ورومانسية حالمة، لكن الإصرار على الإيجابية يجعلها تُنبت الأمل من أعماقها، وتنشره في بيئتها العائلية والاجتماعية.
بدوره، رأى التشكيلي إبراهيم داود أن أعمال الفنانة رشو عضو اتحاد الفنانين التشكيليين ترسم الواقع بتفاصيله وظلاله، فيبدو الغبار في لوحة الأنقاض دلالة على زمن واقعي يحدث في لحظات اللوحة، ويبدو البياض بين الغيم وثوب الملكة زنوبيا ضوئياً يعطي الأمل بإعادة بناء ما تهدّم من تدمر وأي مكان مشابه، ليظلّ الأمل هو البطل في المعرض.