مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة..الدول الغربية الثلاث دائمة العضوية حرفت مجلس الأمن عن ولايته
نيويورك-سانا
أكد مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة السفير قصي الضحاك أن الدول الغربية تواصل حرف مجلس الأمن عن ولايته ومنعه من الاضطلاع بمسؤولياته في حفظ السلم والأمن الدوليين، مبيناً أن الولايات المتحدة أفشلت محاولات المجلس لوقف العدوان الإسرائيلي المتواصل على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة وتعرقل مع حلفائها تحرك المجلس لوضع حد لاعتداءات الاحتلال على الأراضي السورية وضمان عدم تكرارها.
وقال الضحاك خلال جلسة لمجلس الأمن اليوم حول الشأنين السياسي والإنساني في سورية: تصادف اليوم الذكرى السنوية الـ 79 لانطلاق أعمال مؤتمر سان فرانسيسكو الذي وضعت خلاله الدول المؤسسة للأمم المتحدة ومنها بلادي ميثاق منظمتنا وأناطت بموجبه بمجلس الأمن المسؤولية الرئيسية عن حفظ السلم والأمن الدوليين أملاً منها في أن يكون عملنا المشترك في هذا المجال سريعاً وفعالاً، إلا أن الدول الغربية الثلاث دائمة العضوية حرفت المجلس عن ولايته، وألزمته الصمت حيال الانتهاكات التي ترتكبها هي ذاتها أو حلفاؤها للقانون الدولي ولمبادئ ومقاصد الميثاق، ووظفته كمنصة لاستهداف عدد من الدول الأعضاء والتأليب ضدها والترويج لادعاءات لا أساس لها من الصحة.
وأشار الضحاك إلى أن العدوان الإسرائيلي الهمجي المتواصل على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة منذ نحو سبعة أشهر أثبت مرة أخرى زيف مواقف تلك الدول ونفاقها فيما تدعيه من حرص على حقوق الإنسان، وافتقارها أدنى المقومات التي تؤهلها للمساهمة في حفظ السلم والأمن الدوليين، موضحاً أن تلك الدول تستمر بدعم الاحتلال الإسرائيلي عسكرياً ومالياً وسياسياً وإعلامياً، ما دفعه إلى التمادي في جرائمه بحق الشعب الفلسطيني وشعوب الدول الأخرى في المنطقة، وفي سعيه لتصعيد الأوضاع في المنطقة والزج بها في أتون حرب إقليمية مفتوحة، لا بل إن الإدارة الأمريكية استخدمت الفيتو 5 مرات خلال الأشهر القليلة الماضية، لمنع مجلس الأمن من وقف حرب الإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال في غزة، وللحؤول دون منح فلسطين حقها المشروع بالعضوية الكاملة في الأمم المتحدة، كما عرقلت واشنطن وحلفاؤها تحرك المجلس لوضع حد للاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على الأراضي السورية وضمان عدم تكرارها، وحتى إصدار المجلس بياناً صحفياً يدين العدوان الإسرائيلي على القنصلية الإيرانية في دمشق.
وبين الضحاك أن سورية وعلى الرغم من التحديات القائمة وتلك المستجدة جراء الاعتداءات الإسرائيلية وما ينجم عنها من تصعيد للتوتر في المنطقة تستمر ببذل قصارى جهدها للارتقاء بالوضع الإنساني والمعيشي لشعبها، وتوفير الخدمات الأساسية وتقديم التسهيلات اللازمة لعودة اللاجئين والمهجرين إلى مناطقهم، وغيرها من الخطوات والإجراءات التي لا تزال بعض الدول الغربية تتعمد تجاهلها أو التقليل من شأنها بدلا من الإقرار بأهميتها ودعمها.
ولفت الضحاك إلى أن جهود سورية وشركائها بمن فيهم الأمم المتحدة ووكالاتها المتخصصة، تصطدم بالتحديات الناجمة عن الإرهاب والوجود غير الشرعي للقوات الأمريكية والتركية على أجزاء من الأراضي السورية ودورها المزعزع للاستقرار ونهبها وعملائها للثروات والموارد الوطنية، ناهيك عن الإجراءات الانفرادية القسرية التي تفرضها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وتفاقم معاناة الشعب السوري، وتحرمه الخدمات الأساسية، وتزيد معدلات التضخم والفقر والبطالة، وتعيق تمويل التنمية وتنفيذ مشاريع التعافي المبكر.
وشدد مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة على ضرورة إنهاء الوجود الأجنبي غير الشرعي على الأراضي السورية، والرفع الفوري والكامل وغير المشروط للإجراءات القسرية غير الشرعية، لافتاً إلى وجوب مراجعة هيكلية عمل الأمم المتحدة في سورية وحصر ولايتها وأنشطتها بمكاتب المنظمة في دمشق بالتعاون والتنسيق الكاملين مع الحكومة السورية، وإنهاء الأوضاع الشاذة التي فرضتها ظروف استثنائية لم تعد قائمة بما في ذلك من خلال إغلاق مكتب غازي عينتاب الذي يمثل عبئاً مالياً وسياسياً على الأمم المتحدة.
وأشار الضحاك إلى أن ما يسمى “مؤتمر بروكسل لدعم مستقبل سورية والمنطقة” الذي يتم عقده دون التنسيق مع الحكومة السورية أو مشاركتها فيه ليس إلا فعالية استعراضية تنظمها بعض الدول لحرف الأنظار عن الآثار الكارثية لإجراءاتها القسرية، وللإعلان عن تعهدات لا يتم الوفاء بمعظمها، وتكرار مواقف تمييزية ومسيسة لا تنسجم ومبادئ العمل الإنساني.
وجدد الضحاك التأكيد على التزام سورية بعملية سياسية بقيادة وملكية سورية دون أي تدخل خارجي، وعلى نحو يضمن الاحترام التام لسيادتها ووحدة وسلامة أراضيها، وهو المبدأ الأساسي الذي أكدت عليه جميع قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، معرباً عن تطلع سورية لعقد الجولة التاسعة للجنة مناقشة الدستور، ودعوتها المبعوث الخاص لمواصلة جهوده وفقاً للمقترح البناء الذي قدمه له الفريق الوطني.
وقال الضحاك: أحيا الشعب السوري في الـ 17 من الشهر الجاري الذكرى الـ 78 لجلاء آخر جندي للاستعمار الفرنسي عن أرضه، ونشدد من هذا المنبر على أن أحفاد أولئك الأبطال الذين قدموا أغلى ما يملكون لتحقيق استقلال سورية وعزتها عازمون على حماية وطنهم والدفاع عنه في مواجهة مشاريع الهيمنة والاستعمار، ومتمسكون بخياراتهم الوطنية، وسيواصلون نضالهم لتحرير أراضيهم من الاحتلال الإسرائيلي والوجود الأجنبي غير الشرعي وتطهيرها من التنظيمات والميليشيات الإرهابية، وإعادة بناء ما دمره الإرهاب والنهوض بسورية نحو مستقبل أفضل.