اقتصادصحيفة البعث

الصين تقود سوق السيارات الكهربائية عالمياً

البعث – وكالات
تقف الصين في طليعة ثورة السيارات الكهربائية، وتقود النمو الهائل في هذه الصناعة التي يعول عليها العالم. ووسط مخاوف عالمية بشأن تغير المناخ وضرورة الحد من انبعاثات الكربون، تظهر الصين التزاماً بالكهرباء لم يعزز مكانتها كأكبر سوق للسيارات الكهربائية في جميع أنحاء العالم فحسب، بل حفز أيضاً تقدماً كبيراً في التكنولوجيا والبنية التحتية، وفقا لوكالة بلومبيرغ.
وفي تحدٍ للاتجاه العالمي السائد للنمو البطيء في سوق السيارات الكهربائية، تواصل الصين إظهار أداء قوي. وفقا لجمعية سيارات الركاب الصينية، ارتفعت مبيعات سيارات الركاب الكهربائية بنسبة بلغت 34% في الربع الأول لعام 2024 وحده، لتصل إلى 1.8 مليون وحدة.

ويبرز هذا النمو الملحوظ بشكل كبير على خلفية انخفاض مبيعات السيارات ذات محركات الاحتراق الداخلي بنسبة 10% خلال الفترة نفسها، مما يشير إلى تحول عميق في تفضيلات المستهلكين تجاه السيارات الكهربائية. ونظراً لأن ما يقرب من 40% من السيارات المباعة في الصين أصبحت الآن كهربائية، فإن البلاد ترسخ مكانتها بقوة باعتبارها السوق الأولى للسيارات الكهربائية على مستوى العالم.

ووفقاً للوكالة فإن نجاح الصين في الحفاظ على زخم نمو مبيعات السيارات الكهربائية يمكن أن يعزى إلى مجموعة من العوامل التي تتجاوز مجرد دعم السياسات الحكومية. وفي حين تلعب الأهداف والحوافز طويلة المدى بالتأكيد دوراً محورياً، فإن انتهاء برامج الدعم منذ أكثر من عام يسلط الضوء على اتجاه جدير بالملاحظة، وهو زيادة جاذبية المركبات الكهربائية بسبب التقدم الكبير في التكنولوجيا والقدرة المتزايدة على تحمل تكاليفها. وكان تقديم نماذج السيارات الكهربائية الجديدة التي تتميز بأداء معزز وسعر منخفض عاملا أساسيا في دفع المستهلكين إلى اعتمادها عبر مختلف قطاعات السوق.

ورغم الخطوات المتقدمة التي حققتها البلاد، لا تزال التحديات قائمة في اختراق شريحة السوق الشاملة، وخاصة بين المشترين من ذوي الدخل المتوسط. ومع ذلك، استجابت شركات تصنيع السيارات الكهربائية الرائدة مثل “بي واي دي” ببراعة من خلال خفض أسعار نماذجها الكهربائية بشكل كبير.

وتشير بلومبيرغ إلى أن هذه الخطوة الإستراتيجية لم توسع نطاق السوق المحتملة بمقدار الثلث تقريباً فحسب، بل جعلت أيضاً المركبات الكهربائية في متناول مجموعة سكانية أوسع. بالإضافة إلى ذلك، ظهرت السيارات الهجينة (بي إتش إي في) كبديل مقنع، حيث توفر للمستهلكين خيارات أرخص مع معالجة المخاوف المحيطة بالنطاق والبنية التحتية للشحن في الوقت نفسه. وشهد الربع الأول زيادة ملحوظة في حصة السيارات الكهربائية الهجينة القابلة للشحن من إجمالي مبيعات السيارات الكهربائية، حيث ارتفعت إلى نسبة بلغت 42%.
الآفاق والتحديات المقبلة
وبينما تتوقع “بلومبيرغ نيف” أن تقترب مبيعات السيارات الكهربائية في الصين من 10 ملايين وحدة هذا العام، وهو ما يمثل نموا سنوياً جديراً بالثناء بنسبة 20%، فإن المخاوف تلوح في الأفق بشأن تباطؤ اقتصاد البلاد.