القصة القصيرة المقاومة.. شهادة على الصمود ودعوة إلى التحفيز
حمص _ سمر محفوص
تضامناً ودعماً لصمود شعبنا الفلسطيني ومقاومته الباسلة في قطاع غزة والضفة الفلسطينية نظم “المنتدى الثقافي الديمقراطي الفلسطيني” أمسية قصصية بعنوان “القصة القصيرة المقاومة”.
وكانت البداية مع القاصة سمية حميد التي قدمت قصتين الأولى بعنوان “متى يتحقق الوعد “، وفيها تلخص وتوثق مشاهدات مراسل إعلامي لما يحدث في غزة من همجية عمليات الإبادة الوحشية التي يقوم بها العدو الصهيوني، كما تضيء على صمود أهلنا هناك، وتمسكهم بأرضهم.
أما القصة الثانية فبعنوان “عندما يصبح الموت خبراً” وتخصصها للحديث عن امرأة لا تستطيع بكاء والدتها المتوفية، بعد أن جفت دموعها حزناً على ضحايا العدوان الغاشم في غزة، في إشارة منهل إلى أن الهم الوطني يتجاوز الشخصي.
وقدم القاص علي الخليلي قصة بعنوان “ابن ليلى” وفيها يعري وحشية جيش الاحتلال الإسرائيلي في استهداف المدنيين بما فيهم الأطفال والعجائز والمشافي، وكيف تمكن الأطباء من إنقاذ جنين ليلى المولود لتوه ،لكنهم لم يستطيعوا انتشالها من الموت فوضعوا وليدها مع الأطفال حديثي الولادة والمفارقة أن هذا الوليد يمارس إحدى غرائزه، البكاء، فيتمكن من إيصال أحد ذئاب جيش الاحتلال إلى كمين المقاومين فيعيش “ابن ليلى” ويموت الذئب في إحالة إلى تجذر فكر ونهج المقاومة متذ الولادة.
أما القاصة هيام جابر عبدو فقدمت قصتين، “سيناريو حرب” و”العريس”، وفي الأولى تتحدث عن لقاء جرى بين امرأة من بلد عربي، وكاتب سيناريو من اليمن جمعتهم الشاشة الزرقاء، عبر وسائل التواصل الاجتماعي وقد حمل اللقاء عواطف إنسانية جميلة واحتوى على شحنة من مشاعر شفافة ونبيلة أسس لوعد بلقاء آخر عبر الشبكة، ليفقد الشاب حياته نتيجة قصف عدواني أمريكي، في إشارة إلى قتل كل ما هو إنساني وجميل من قبل الإرهاب العالمي.
وفي “العريس” تتحدث عن شاب التحق بعد عرسه بوقت قصير بالخدمة الإلزامية، ليعلن عن خبر استشهاده، وبعد وقت قصير تتلقى عروسه اتصالاً هاتفياً منه يخبرها بأنه عائد بعد تحرره من الأسر ويتحول العزاء إلى فرح ودموع الحزن لعرس جديد.
واختتم الروائي والقاص عيسى إسماعيل الأمسية بقصة “النشيد الأجمل” وتتحدث عن الشهادة في سبيل الوطن، وتجذر مفهوم التضحية في إرثنا الوطني فالأب شهيد بطل في حرب تشرين التحريرية عام 1973 وابنه شهيد في معارك الشرف ضد المجموعات الإرهابية عام 2013 في حلب، وفي مشهد مؤثر يوضح أن الصغار يحتفلون بعيد الشهداء مثل الكبار، في إشارة إلى إعلاء قيمة الشهادة ومعانيها.
أحمد سالم، عضو قيادة الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، وأمين منظمتها بحمص في تصريح لـ “البعث” تحدث عن الأدب المقاوم ودوره كشكل من أشكال المقاومة، مشدداً على قوة الكلمة في الدعوة إلى التغيير والصمود والثورة، وتحدي الاحتلال وحشد الدعم للمقاومة في النضال المستمر ضد الاحتلال الإسرائيلي، وعدّ القصة المقاومة هي من الأعمال الإبداعية التي تصنف ضمن الأدب المقاوم، وهي بمنزلة شهادة على الصمود ودعوة إلى التحفيز على الثورة والمقاومة.