أخبارصحيفة البعث

تجدّد الدعم الأمريكي لن يغير نتيجة العملية العسكرية الروسية الخاصة 

موسكو-سانا   

جدّدت روسيا تأكيدها المضي في عمليتها الخاصة حتى تحقيق أهدافها، بغض النظر عن الدعم المالي وبالسلاح المقدم إلى نظام كييف من الغرب، حيث أكد المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف أن الولايات المتحدة ورغم كل هذا الدعم فإن نتيجة العملية لن تتغير، وحول المعلومات عن تزويد واشنطن لكييف بصواريخ “أتاكامز” العملياتية التكتيكية بعيدة المدى، قال: “إن تصرفات الولايات المتحدة والأوروبيين واضحة ويمكن التنبؤ بها، أي أنه بمجرد أن يبدؤوا بالحديث عن مثل هذا الدعم فهذا يعني أن مثل هذا التسليم تم تنفيذه ودفع ثمنه في انتهاك للقوانين الداخلية للولايات المتحدة”.

إلى ذلك أكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أن الاتهامات الموجهة لروسيا باختطاف أطفال أوكرانيين هدفها تشويه صورتها، فيما هي تقوم بإنقاذ الأطفال من مناطق القتال وحمايتهم، مشيرة إلى أن هذه تمثل حملة جديدة واستفزازاً جديداً.

من جهةٍ ثانية، أعلنت الخارجية الروسية عزم موسكو تقديم مشروع قرار إلى مجلس الأمن الدولي بشأن منع نشر أسلحة الدمار الشامل في الفضاء، يأخذ بالاعتبار نتائج المناقشات حول مشروع القرار الأمريكي الياباني الذي منعت تمريره في مجلس الأمن، إضافة إلى التطورات الحالية حول هذا الموضوع، وقالت زاخاروفا: إن موسكو تنطلق من حقيقة أن المهمة الرئيسية في مجال ضمان أمن الفضاء تظل هي منع حدوث سباق تسلح في الفضاء الخارجي، وضمان الظروف الملائمة لاستكشاف واستخدام الفضاء الخارجي للأغراض السلمية، ولا ينبغي تحويل انتباه المجتمع الدولي عن التهديدات الحقيقية في الفضاء التي خلقتها الولايات المتحدة بدعم من أقمارها الصناعية، موضحةً أن روسيا اضطرت إلى استخدام حق النقض ضد مشروع القرار الأمريكي الياباني في مجلس الأمن لعدد من الأسباب، وفي مقدمتها أن التعديلات الأساسية التي اقترحتها تم تجاهلها لان أي مشروع قانون يجب أن يدعو إلى اتخاذ تدابير للحفاظ على الفضاء الخارجي خالياً من أي نوع من الأسلحة، وليس فقط أسلحة الدمار الشامل كما تريد واشنطن، كما أشارت زاخاروفا إلى أن الموافقة على المشروع الأمريكي من شأنها أن توفر للولايات المتحدة أيدي حرة كاملة تقريباً، لإضفاء الشرعية على أي تفاهمات حول قضايا الأمن الدولي والاستقرار الإستراتيجي تلبي المصالح الأمريكية فقط.

وبالتوازي، قال نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف: إن الزيارة الأخيرة التي أجراها وزير الخارجية الأمريكي انتوني بلينكن إلى الصين تأتي ضمن المحاولات الأمريكية الحثيثة لتقويض العلاقات الروسية الصينية بأكبر قدر ممكن، موضحاً أن روسيا وسعت تعاونها مع بكين بشكل كبير في العديد من المجالات في الآونة الأخيرة، وهذا يشعر الساسة الأمريكيين وكبار المسؤولين في إدارة بايدن بالقلق والاعتراض، وصولاً إلى محاولة الابتزاز والترهيب حتى ضد قوة مثل الصين، وأن بكين تعي ذلك تماماً، وهي لن تنظر في عقد اتفاقات مع الأمريكيين يكون من شأنها إلحاق الضرر بمصالح روسيا.

وفي شأنٍ آخر، وصف السفير الروسي لدى الولايات المتحدة أناتولي أنطونوف وعود نظام كييف لواشنطن بعدم استخدام صواريخ أتاكمز للهجوم على الأراضي الروسية بالكاذبة، متسائلاً كيف يمكن للمرء ألا يلاحظ الهجمات الإرهابية العديدة التي نفذها مجرمو كييف ضد المدارس ورياض الأطفال والجسور والمدن الروسية.

من جانبها، قالت لجنة التحقيق الروسية: إن أكثر من 3100 مرتزق أجنبي يقاتلون في صفوف القوات الأوكرانية وأكثرهم من الولايات المتحدة وكندا، مشيرةً إلى أن الإجراءات جارية لتحديد مكان وجود هؤلاء المرتزقة وتقديمهم للمحاكمة الجنائية.

من جهةٍ أخرى، حذّر الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو أوكرانيا من المخاطر التي تهددها إن لم تقدم على التفاوض مع روسيا، مبيناً أن الوضع على الجبهة ما زال يسمح لكييف ببدء المفاوضات مع روسيا وتوقيع السلام معها، وإن لم تقدم أوكرانيا على المفاوضات فإنها ستخسر سيادتها كدولة وقد تزول من الوجود أصلاً، وواصفاً الصيغة التي قدمها الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي للسلام بأنها غير واقعية، لأن روسيا لن تتخلى عن المناطق التي انضمت إليها، وطرح شروط غير مقبولة مسبقاً للمفاوضات سيعني أن الجانب الذي يطرحه ليس مستعداً للتفاوض.