الموروث الشعري الشعبي في مدينة تدمر
حمص- البعث
تميّز مدينة تدمر لا يقتصر فقط على تاريخها العريق والأوابد الأثرية الشاهدة على عظمة الحضارة التدمرية كواحدة من أهم حضارات الشرق القديم، بل يمتد إلى شعبها الحالي الذي يحافظ على الهوية التدمرية وأهمها ذاك التراث اللامادي المتوارث من جيل إلى جيل كالشعر والقصص الشعبية والميثولوجية المشوقة، وغيرها من موروثات تناولها الأديب برهان الشليل في محاضرة ألقاها في المركز الثقافي العربي بحمص وحملت عنوان “الموروث الشعري الشعبي في مدينة تدمر”، بيّن فيها أن الشعر الشعبي التدمري الذي يتقاسم مع الشعر الفصيح الأغراض الشعرية من وصف ووقوف على الأطلال ومدح ورثاء وغزل وغيرها، نراه حاضراً وبقوة في أشعار التدمريين القدماء والذين لم يحفظ التاريخ أسماءهم ولكن الجدات تناقلنه عبر الأجيال ليصل إلينا عبر مقطوعات وقصائد من العتابا والميجانا والأهزوجة والطقطوقة والقصص والحكايا التي كانت تزين السهرات التدمرية لتعطي جواً من البهجة والألفة، وتترك في النفوس ذكريات ماتزال خالدة في وجدان أهل تدمر رغم ما تعاقب عليها من انتكاسات وأزمات عبر العصور.
ويرى شليل أن الشعر الشعبي الذي هو جزء من ذاكرة تدمر يعدّ أحد الأعمدة الحاملة للقيم الثقافية والاجتماعية السائدة في العصر الذي قيلت فيه ويعبّر عن جوانب مضيئة من التراث اللامادي والثقافي والروحي.
وأضاف أنه كأديب وشاعر من أبناء تدمر تأثر بهذا اللون من الشعر، فكتب بعضاً من الأشعار والأهازيج في مناسبات عدة شارك فيها وعاشها مع أهله في هذه المدينة العريقة، وهو حالياً بصدد إعداد كتاب يجمع فيه الشعر الشعبي التدمري حفظاً له وكي يبقى زاداً ثقافياً شعبياً يحقق تنمية معرفية مستدامة للأجيال القادمة.
وتطرق الشليل إلى بعض القصائد والأهازيج التدمرية التي كانت ولا تزال تتردّد في مختلف المناسبات.
يُذكر أن الشاعر الشليل مدرس للغة العربية ويهتمّ بشعر الأطفال وله قصائد عدة في المناهج الدراسية إلى جانب عدد من المؤلفات التوثيقية والأدبية منها “أمنيات إلى تدمر” و”أغنيات إلى الجنوب الصامد”.