صحيفة البعثمحليات

ترقب وانتظار الفرج!!

غسان فطوم

لو سألت أي مواطن سوري من عامة الشعب: كيف تعيش؟ لا تستغرب جوابه “الله يكون بالعون”.. ولو حاولت أن تشحذ همّته وتقوّي أمله بواقع أفضل قادم بحسب “حكي” الحكومة سيعود ويقول لك “محكومون بالصبر والأمل”.

هي عبارات يلخّص من خلالها الصابرون على الألم واقعهم المعيشي والاقتصادي الصعب الذي لم يكن أكثر المتشائمين منهم يتوقع أن يصل إلى هذا الحدّ من التردي.

للأسف، الأسوأ حصل، والخوف أن يبقى الحال على ما هو عليه إذا ما استمر الأداء الحالي للجهات التنفيذية العاجز عن إيجاد الحلول البديلة، وكأنها استنفدت كل “إبداعاتها” في تطويق الأزمات المتتالية، لذا من حق المواطن أن يسأل: هل وصلنا إلى نهاية النفق المسدود اقتصادياً ومعيشياً وضاع الأمل؟

لا شكّ أن المعاناة ليست وليدة هذا العام، فهي بعمر الـ 10 سنوات وأكثر، من زمن الحرب، لكن معالمها المؤلمة بدت أكثر وضوحاً خلال عامي 2022 – 2023 وخاصة الأشهر الأربعة الماضية من هذا العام، فكلنا يذكر حكاية إعادة توزيع “الدعم”، فبعد أكثر من عامين على إقراره بمعايير وشروط جديدة لكنه ما زال “موضوعاً شائكاً ومعقداً، فلا تعريفه واضح، ولا هدفه واضح، ولا طريقته ولا المبرر له”، وذلك بحسب المختصين بالاقتصاد!

الغريب أن الجهات المعنية لا تتوانى في كلّ مناسبة عن الحديث عن الأولويات، ومن أهمها تخفيف معاناة المواطن، وتنفيذ برامج إصلاحية مالية واقتصادية تعينه وتؤمن له ولو الحدّ المقبول من العيش الكريم، لكن هذه الأولويات ظلّت مجرد كلام، على شكل وعود “ما أنزل الله بها من سلطان”، ما جعل المواطن يفقد ثقته بتحسن الأحوال، وكيف لا وهو يتقهقر بتلاشي أبسط أمانيه المعيشية الخدمية، بينما التاجر المدلل يتغوّل دون حسيب أو رقيب؟!.

في سؤال لخبراء الاقتصاد عن أسباب ما يحدث من خلل على كلّ الصعد، وجعل الناس تفكّر بالهجرة خارج البلد أكثر من الاستقرار فيه، كان هناك إجماع على أن سوء أسلوب إدارة الرأسمال البشري والمادي هو الذي “طفّش” الكوادر وأنهك الاقتصاد وحوّل البلد من منتج ومكتفٍ ذاتياً إلى مستورد حتى للقمح الذي كانت سورية تصدّره إلى عشرات الدول، والقطن “الذهب الأبيض” الذي كان مضرب مثل في كل العالم نظراً لجودته التي لا تضاهى!

إن كل ما نخشاه أن يتحوّل بلدنا الزراعي إلى أرض بلا زراعة، ومنشآتنا الصناعية إلى هياكل!

للأسف أضاعت الحكومات المتعاقبة العديد من الفرص الاقتصادية خلال السنوات العشر الأخيرة، فلو تمّ التعامل مع إمكاناتنا ومواردنا الاقتصادية والبشرية المتوفرة بالشكل الصحيح ما كنّا وصلنا إلى هذا الوضع الاقتصادي والمعيشي الحرج.

بالمختصر، رغم كلّ ما حصل يبقى الأمل يكبر والتفاؤل والفرج بالمرحلة القادمة التي ستشهد استحقاقات مهمّة يمكن الرهان عليها بإيجاد حلول ناجعة تخفّف من حدة الأزمات المزمنة، وخاصة بعد انتخاب قيادة مركزية جديدة للحزب المعول عليها بالتعاون مع الجهات التنفيذية ترجمة كلمة السيد الرئيس بشار الأسد في الاجتماع الموسع لانتخاب اللجنة المركزية، والتي تضمنت خططاً وسياسات وبرامج عمل غاية في الأهمية تحتاج لإرادة عمل قوية وإدارة ناجحة للوصول إلى الأهداف المرجوة!