“البعث”.. وإعادة البناء الاجتماعي
بشار محي الدين المحمد
يدرك حزب البعث تماماً أنه لا يمكن لأي بلد الاستمرار إلا بالاستناد على الهوية القومية والوطنية، كما يدرك أنه كلما نجح في تعزيز الهوية الوطنية سينجح في بث القيم الأخلاقية التي تحّل الانسجام بدلاً من القيم المادية التي كان الغرب ولايزال يسعى لبثها في أوساط الشعوب المنمسكة باستقلالها ووسيادتها.
وقد حمل “البعث” لواء الحفاظ على جانبه العقائدي، لأن العقائد مستهدفة بعقائد بديلة مهما تم الإدعاء بأن أحزاب العقائد إلى زوال، حيث لفت الرفيق بشار الأسد، الأمين العام للحزب رئيس الجمهورية، إلى أن العقائد البديلة التي يروج لها الغرب هي الأشد خطراً من العدوان، مثل عقيدة “اليأس” وعقيدة “التطرف”، فلا بدّ للحزب من التأكيد على عقائد مجتمعنا الصحيحة في مواجهة تلك المشاريع المصطنعة.
وقد نبّه الرفيق الأمين العام إلى ضرورة أن يواكب “البعث” التطورات المتسارعة، مطالباً بأن يأخذ الحزب دوره في التصدّي للمفاهيم الجدلية والطروح الجديدة لأنها غالباً ما تُطرح من جهات معادية، وإن لم يقد “البعث” عمليات رفع مستوى الوعي وتعريف المصطلحات وتوحيد المفاهيم فستتحول تلك الطروح إلى قوة هدّامة تبثّ الانقسام في مجتمعنا.
وعلى الصعيد الداخلي، ركز الرفيق الأسد خلال كلمته في اجتماع اللجنة المركزية الموسع للحزب على دور القواعد، لإبقاء الزخم التي سجلته الحياة الحزبية خلال الأشهر الماضية، والحفاظ على البعث كقوة قادرة على الإصلاح والبناء ضمن الحزب والمؤسسات والمجتمع برمته؛ والقواعد بعد الآن باتت قادرة على فرض قرارها وعلى حجب الثقة عن أي عضو أو حتى قيادة لا يمارس دوره ومسؤولياته، فذروة النجاح تتحقق عبر إشراك القواعد.
كما تصدى الأمين العام لمشكلات تمثيل بعض الشرائح في القيادات الحزبية، مثل ضعف تمثيل الشباب والمرأة، والتي تم تداركها عبر التعيين. لكن الرفيق الأسد دعا إلى إيجاد حل لهذه المشكلة، النابعة بلا شك من خلل في نظام الانتخابات الذي جعلها حرة دون ضوابط تضمن صحة التمثيل لكل الشرائح.