تضرر محصول الكمون في حماة بنسبة 70%
حماة – ذُكاء أسعد
تعرّضت بعض حقول محصول الكمون في حماة لعوامل جوية أدّت لضعف وانخفاض الإنتاج، ولاسيما مع ارتفاع تكلفة زراعته هذا العام، إذ أكد عدد من الفلاحين أن تكلفة الدونم تتجاوز 700 ألف ليرة من فلاحة وبذار وتعشيب وأسمدة، مع ارتفاع كبير بأجور الحصاد والآليات التي تقوم بفصل الحب بسبب ارتفاع سعر المازوت، ورغم علم المزارعين المسبق أن وسطي إنتاج الدونم يتراوح بين 30 إلى 40 كغ، لكنهم فوجئوا هذا العام بإنتاج بسيط لا يتجاوز 10 كغ للدونم، وخاصة في ريف حماة الشرقي، حسب تأكيداتهم.
وأكد رئيس دائرة زراعة سلمية، المهندس أسامة سويدان، أن نسبة الضرر بلغت نحو 70% في هذه المنطقة، وذلك بسبب زيادة نسبة الرطوبة وكمية الآزوت وكمية الهطول المطري الوافر، كون الكمون من المحاصيل التي لا تنتج بشكل جيد في السنوات الرطبة، حيث يُصاب المحصول بمرض الذبول “الفيوزاريوم”، إضافةً لإصابته هذا العام بمرض اللفحة النارية والتي سبّبتها تقلبات الطقس.
وبيّن سويدان أن من أهم أسباب فشل زراعة الكمون هذا العام، عدم اتّباع دورة زراعية كافية، لأن الفترة الزمنية الفاصلة بين زراعتين للكمون يجب أن تكون خمس سنوات على الأقل لتتخلص التربة من الفطريات التي يُصاب بها الكمون ومن ثم تتعقم -أي التربة-، إلى جانب عدم فلاحة الأرض “بالدسك” بسبب كلفتها المرتفعة، ولاسيما أن الفلاحة “بالكالفتور” تكون فقط في الطبقة السطحية، إضافة إلى عدم تسميد الأرض نظراً لارتفاع أسعار الأسمدة وخاصة المركبة.
وأوضح رئيس دائرة الإنتاج النباتي في مديرية الزراعة، المهندس باسم عثمان آغا، أن اتجاه الفلاحين لزراعة الكمون بشكل كبير في الآونة الأخيرة جاء بسبب ارتفاع سعره وانخفاض تكاليف زراعته مقارنةً بما يحقّقه من أرباح، حيث تجاوزت المساحات المزروعة بالكمون هذا العام ضمن مجال زراعة حماة 3179 هكتاراً مع تقديرات إنتاج أوّلية 1590 طناً، مشيراً إلى وجود أضرار ضمن الحقول، وقد قُدّرت المساحة المصابة بنحو 100 هكتار، عازياً السبب لكون غالبية المزارعين قاموا بزراعة الكمون في مناطق غير مناسبة لزراعته، بالإضافة لعدم تغيير أسلوب الزراعة، وذلك لأن الأساليب تتغيّر بتغيّر المناطق وارتفاع الأراضي عن سطح البحر ومعدّل الرطوبة الجوية السنوية هذا من جهة، مع عشوائية في شراء البذار، حيث يقوم الفلاح بشرائها دون تحليلها من الناحية المرضية ومن ناحية الإنبات.
أما بالنسبة للحصاد وارتفاع تكاليفه، فقد أوضح آغا أنه سيتمّ منح المازوت الزراعي لحصاد كافة المحاصيل عن طريق البطاقة الذكية، وقد تمّ إعداد الجداول في الوحدات الإرشادية ليتمّ إدخالها إلى البرنامج ومن ثم سيتمّ تزويد المازوت الزراعي على البطاقة العائلية لكل مساحة زراعية منظّمة أصولاً بسعر 8000 ليرة وسيتمّ تحديد الكمية لكل دونم من قبل وزارة الزراعة لاحقاً.